سهل بن مالك خطيب/٦٢ ب/ غرناط- كلأهما الله- ابن مدمن على شرب الخمر، وتعشق جارية، كان أبوه كثيرًا ما ينهاه عنها، وعن الشرب معها، وهو مع ذلك [لا يزداد] إلا غرامًا [بها]، فلما لم يجبه إلى ترك ما علق به من ذلك، حبسه، وقيده، وبقي على تلك الحال مدة طويلة، ثم سرَّحه بعد ذلك لموشحة صنعها. وصنع طعامًا، وأراد أن يحضر أصحابه، فيأكلون ذلك الطعام في منزل ابنه، ليطيب قلبه، فتقدم أبوه إلى منزله، فوجد الباب مفتوحًا، فدخل عليه، فوجده يشرب مع تلك الجارية، وهي تسقيه بفيها خمرًا، فرجع من غير أن يراه ابنه، وكتب إليه وهو لا يعرف اسم الجارية:
[من مخلع البسيط]
يا من أُراعيه ملء عيني ... خف وصلة أعقبت يبين
إذا تمكَّنت من قلانه ... فمرَّة واترك ائنتين
فما سقت خمرة بفيها ... إلا لتشفى بسكرتين
/٦٣ أ/ فكتب إليه ابنه:[من مخلع البسيط]
يا واحد الدَّهر دون مين ... ومن تحلَّى بكلِّ زين
مثلك ينهى أخا غرام ... عن وصلة أعقبت يبين
وقد نهيت الفؤاد لكن ... يرجع قلبي لحكم عيني
قال: فسكت عنه، ووصله، ولم يعرض بذكر الجارية أبدًا.