للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشجي الخليَّ حنينها بله الَّذي ... في صدره ريحُ الكآبة تعصف

يا برق أهد إلى جزيرة قبرس ... غيثًا يبيت بها يجود ويغرف

حتى يرى التَّيار في بطمونها ... وله به زجل يهدُّ ويرجف

تلك الرُّبوع ظباؤها محروسة ... بظبا الصًّوارم والقنا يتقصًّف

وبديعة اللَّحظات زرقة طرفها ... من دونها زرق الأسنَّة ترعف

خطرت فقلت السَّمهري قوامها ... ورنت فقلت اللحظ سيف مرهف

وتبسَّمت عن واضح لعقودها ... رتل عليه من الرُّضاب القرقف

وثنت بجيد جداية لحظاتها ... عنِّي ومال بها القوام الأهيف

نظرت مخالسة إليّ كأنَّها ... وسني الجفون أو السَّقيم المدنف

يقظى تجور بصدِّها ولدى الكرى ... تحنو على الدَّنف الكئيب وتعطف

عجبًا لزائر طيفها أنَّى اهتدى ... نحوي ودوني لُجَّةٌ أو نفنف

/٦٩ أ/ آي ابن مريم أوتيت أم نفثة ... من طرفها وعُبابها يتخطف؟

لله أشواقي وما ترك الهوى ... بحشاشتي من لوعة تتردَّف

ووجدت من شعره ما كتبه إلى القاضي بهاء الدين أبي محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن يحيى- أدام الله إقباله-: [من البسيط]

أبا محمد المولى تفضُّله ... وليَّه من وليِّ الفضل والكرم

ومن حوى خلقًا كالرَّوض باكره ... صوب الغمام وحلم الشِّيب في الحكم

كم منَّة لك عندي لست أكفرها ... ونعمة قد أنافت لي على النِّعم

وكتب إليه أيضًا- أيده الله تعالى-: [من البسيط]

وما ذكرتك إلَّا صحت من حرق ... يا مقلتيّ على أحبابنا جودي

ولا ذكرت ليالينا التي سلفت ... وإلّا وقلت: ليالي وصلنا عودي

ولا تلهبت الأحشاء من كمد ... إلا وقلت لها يا لوعتي زيدي

وكتب إليه أيضًا يمدحه- أدام الله إقباله- من معرة النعمان: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>