للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليك بهاء الدِّين تعثير واحد ... على الدَّهر لمَّا أن نأت عنك داره

/٦٩ ب/ عظيم الأسى قد ملَّ منه أساته ... مرارًا قريب الودِّ ناء مزاره

متى أسلمت ريح الشّمال بنشركم ... طوت نشر صبر ما استقر قراره

فللَّه عيش قد تقضَّى بأرضكم ... هو العمر إذ عصر الشَّباب اعتصاره

حياه وحيَّاه حيًا عمَّ ضاله ... وأخلت به الأقطار عفوًا قطاره

سقى عهده صوب العهاد ومعهدًا ... عهدناه لا يخشى من الجور جاره

بباب مليك قد أبى الله أن يرى ... لباب سواه ملكه واقتداره

له شرف لو شرَّف البدر تمُّه ... لما غاله عند التَّمام سراره

وبهرام جور لو يجار بظلَّه ... لخاف وبهرام النُّجوم وجاره

وكسرى أنوشروان لو عدل ملكه ... رأى قال هذا العدل هدي شعاره

أو الفلك الدَّوار حمِّل همَّه ... وهمَّته أعيا بذين مداره

تحمَّل أعباء الممالك كافلًا ... لها وأقام الحقَّ يعلو مناره

وقصَّر عنها طول كلِّ مطاول ... ونفَّره والرُّعب منه نفاره

وأسهر في حفظ الممالك طرفه ... على طرف عزم لا يرجى عثاره

وخطَّ بسمر الخطِّ نهر مخافة ... وأمن تساوى ليلة ونهاره

وكم خامرت أسيافه من مخامر ... صريعًا إلى يوم المعاد خماره

/٧٠ أ/ وكم أسكرت من مارق ودم الطُّلى ... طلاه ومن عصر الوريد عقاره

فمن تبَّع أو عمر وهند وقيصر ... وقد قصرا عمّا اقتضاه اقتصاره

فلا زال في ملك تنير شموسه ... بسعد ولا تخبو مع الدَّهر ناره

وقال يمدح الملك المنصور صاحب حماه: [من الطويل]

دعاه الهوى نحو الخليط المودَّع ... وحنَّ إلى حيِّ بأكناف لعلع

ديار عهدت الشَّمل فيها مجمَّعًا ... سقتها الغوادي من طلول وأربع

منازل من قوم على غير ريبة ... بسمر القنا يحمى لئام لبرقع

فمن غادة كالشَّمس أو اغيد حكى ... سنى البدر يبدو بعد عشر وأربع

أسكَّانها عطفًا عليَّ بزورة ... عسى مورد يصفو بشمل مجمَّع

هجرت الكرى هجرانكم لمودتي ... فماذ يفيد الطَّيف لو زار مضجعي

<<  <  ج: ص:  >  >>