/٧٠ ب/ هو الملك المنصور والنَّاصر الَّذي ... له عاد ذئبًا عاويًا كلُّ مسبع
ومرسلها مثل السَّعالي عوابسًا ... فوارسها من كلِّ ليث مدرَّع
يجود بآمال النُّفوس فجوده ... لراجيه طبع لم يكن بتطبُّع
أب للمعالي وهي وقف حبيسة ... عليه بجدِّ صادق غير مبدع
[٢٠٩]
أبو السعود بن الحسن بن أبي منصور بن مردويه الواسطي:
خبرت أنه شيخ كبير قد أربى على المائة، وذهبت إحدى عينيه، وكان يعلم الصبيان بواسط بدو أمره، فلما أسن تصرف في الأعمال الديوانية، ومال إلى قول الشعر، وامتدح به الرؤسا المقدمين، وأرباب الولايات، واستكثر من نظمه، وديوان شعره في نحو أربعة أجلاد.
وهو شاعر هجاء سفيه اللسان، ممن يتقى شره، ويخاف من هجوه، وذكر لي في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة أنه حي يرزق، ولما توجهت إلى مدينة السلام سنة تسع وثلاثين وستمائة، واتفق انحدار الأمير /٧١ أ/ ركن [الدين] أبي شجاع أحمد بن قرطايا – أبقاه الله – إلى واسط، ثم إلى البطائح، وهي الأقطاع التي أقطعه إياها الخليفة المستنصر بالله –خلد الله دولته- فاستصحبني معه، فلما نزلنا واسط، وسألت عن من بها الشعراء، فذكر لي بأن أبا السعود هذا لحق باللطيف الخبير في الشعر الأول من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة.
أنشد [ني] أحمد بن محمد بن سعيد بن البلاسي الواسطي بمدينة أربل قال: