أنشدني أبو السعود لنفسه من قصيدة: [من الكامل]
وخط المشيب فأنكرتني زينب ... وتنمَّرت مني وقالت: أشيب
ثمّ انثنت شبه القضيب إذا انثنى ... دلاّ لأذيال الملال تسحِّب
وتحجَّبت فالنَّوم في جنح الدُّجى ... بحجابها عن مقلتي يتحجَّب
ونأت فلا منها خيال زائر ... كلاَّ ولا منها مزار يقرب
والسّقم في جسدي يدبّ لبينها ... يوم الرّحيل كما تدبُّ العقرب
كم قلت للُّوّام لما أسرفوا ... واتوا بلوم لا يفيد وأطنبوا
لوموا عليها والحيا ما شئتم ... أو فنِّدوا في حبها أو أنِّبوا
/٧١ ب/ فأخو الملامة للذي لا يرعوي ... يشقى على طول الزَّمان ويتعب
وأبعد ما أهواه شبت على الصبا ... واستنفرت مني الرَّداع الخرعب
وبقيت مذ نزل القتير بعارضي ... كرهًا كما بقي البعير الأجرب
وله في بعض الرؤساء: [من البسيط]
لئن بخلت فلا بدع ولا عجب ... فالبخل عندك إرث عن أب فأب
المرتجي منك نيلًا أو يروم ندى ... كالمرتجي ثمرًا من يابس الخشب
دع الفخار ولا تعرض له ابدًا ... فكيف يفجر كلب أبتر الذَّنب؟
وأنشدني قال: أنشدني أبو السعود لنفسه: [من المديد]
مات أيري آه والهفي ... ليت شعري من يكفِّنه
فاندبوا حزنًا عليه معي ... وارشدوني أين أدفنه؟
وأنشدني محمد بن حيدر بن الدُّنبدار الشاعر الواسطي قال: أنشدني أبو السعود لنفسه من قصيدة، وكان محمد بن حيدر بإربل، وأبو السعود بالبصرة، يخاطب بهاء الدين أرغش زعيم البصرة: [من الوافر]
/٧٢ أ/ أنا الدُّنبداري اقتسمنا ... بأرباب الركائب في البلاد
فأضحى باتكين له معينًا ... وأنت حصلت قسمي يا عتادي