وأنشدني أبو منصور بن أبي عبد الله بن أبي منصور الواسطي قال: أنشدني أبو السعود لنفسه من قصيدة أولها: [من الطويل]
مريض هواكم من يعوده ... وعصر تداني وصلكم من يعيده؟
نايتم فما حظِّي من النَّوم في الدجى ... إذا رقد السمار إلا شريده
وثوب اصطباري مزَّقته يد النَّوى ... ورث على بعد المزار جديده
فإن عدتم عاد السُّرور بأسره ... وعاد من العيش الهني رغيده
وله وقد رتب في بلد الكاس وهي قرايا من أعمال واسط، كتبها إلى ناظر واسط، وهو ابن المصطنع:[من البسيط]
ونائب الحضرة العلياء حيث رأى ... في الكاس زهدي أرماني إلى الكاس
فعند بدو شبابي ما ولعت به ... فكيف عند بياض الفود والراس
فكتب إليه ابن المصطنع مجاوبًا:[من البسيط]
/٧٢ ب/ أبا السُّعود زهدت الكأس من قصر الإرتفاع وليس الزُّهد في الكاس
[٢١٠]
أبو سرايا بن خزرج بن ضحاك بن أحمد بن خزرج بن ضحاك، الكاتب الأنصاري الدمشقي:
هكذا أملى علي هذا النسب، وكتبه لي بخط يده، وسألته عن أسمه فقال: لا أعرف لي أسمًا، أسمي كنيتي، وأخبرني أنه ولد في تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمسمائة بدمشق، وكان اجتماعي به في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة بدمشق المحروسة، وخبرت أن والده كان من المياسير المحمولين وذوي النعمة والثروة الوافرة، بالغ أبوه في تهذيبه وتأديبه، وأنفق عليه أموالًا، ونشأ أبو السرايا هذا محبًا للأدب والفضل، استظهر الكتاب العزيز، وسمع قطعة من الحديث