فمذ سمعوا قولي وعته قلوبهم ... وما كلُّ من حدَّثته مسمعًا يعي
فسرت أؤمُّ القوم لم أرض منزلًا ... من الأرض حتى جئت بالركب أجمع
إلى ملك في السِّلم والحرب حلمه ... وصولته ريحا رخاء وزعزع
إلى خير غيث في أياديه مقنع ... لعاف وليث بالحديد مقنَّع
إلى خير من أعطى وأشرف من وفى ... وأكرم من لبَّى العفاة وما دعي
تقول العلا لما حللنا جنابه ... إلا خير ذود حلَّ في خير مرتع
تبيت النُّجوم النيِّرات كليلةً ... نواظرها عن مجده المترفِّع
تمنَّع في يوم النِّزال ببأسه ... وما هو في يوم النَّدى بممنّع
يجود إذا ما الحيُّ أكدت لبونه ... وأجدب من أرجائها كلُّ ممرع
فزعت إليه من زماني فرعته ... ومن قبله كان الزّمان مروعي
فيا حادثات الدَّهر ما شئت فافعلي ... ويا نوب الأيّام ما شئت فاصنعي
/٧٥ أ/ فلست أخاف الحادثات ومانعي ... حمى ملك حامي الحقيقة أروع
إذا افترَّ باهي حسنه كلَّ نيِّر ... وإن جاد عنَّى جوده كلَّ مدقع
وإن صال أغنى بأسه كلَّ باسل ... وإن قال أعيا شأوه كلَّ مصقع
ليهنك يا هارون موسى قدومه ... كبدر الدُّجى في نوره من كلِّ مطلع
لقد باهت الأيام عند لقائه ... وضاع نسيم النَّصر أيَّ تضوُّع!
مليك يسحُّ الجود فينا تبرُّعًا ... إذا غيره أعطاك غير تبرُّع
تدرَّع بالصَّبر الجميل وبالحجى ... وبالحلم والإحسان أيَّ تدرُّع!
أيا ملكًا نحو المعالي استماعه ... إذا كلَّ عن ذكر العلا كلُّ مسمع
لقد صنت وجهي عن سواك تكرُّمًا ... وأنجحت آمالي وصدَّقت مطمعي
ولكنَّني في أمة قال حاسدي ... أوارث كسرى أم خليفة تبَّع؟
فلا زلت منصور اللواء مظفَّرًا ... سعيدًا على رغم العدوِّ المفجَّع