عجبًا لوجهك وهو بدر كيف لا ... يخفي شعاع الشَّمس نور بهائه
ولحسن قدِّك وهو لدن كيف لا ... يلويه من ترف هبوب هوائه
/٩٤ ب/ ولخال خدِّك كيف ينبت مسكه ... في ناره ويخوض لجَّة مائه
وأنشدني أبو الربيع سليمان بن الحسن بن علي البصري الموصلي قال: أنشدني طاهر لنفسه: [من البسيط]
مررت في بعض أحياني بمعصرة ... وللمدامة في أرجائها لهب
وكلَّما أخمدت نار العصير بها ... أذكى سناها مجاري دمعها العنب
وللسُّقاة اضطراب في قرارتها ... تخب أرجلهم طورًا ةتضطرب
فقلت والعين ما تقضي بهم عجبًا ... والخمر ما زال في حالاتها عجب
ايرقصون ولمَّا يشربوا قدحًا ... منها فكيف بهم لو أنهم شربوا؟
وقال أيضًا: [من السريع]
قوِّض خيام الشُّكر عن معشر ... برق الأماني عندهم خلَّب
لا بأسهم يخشى ولا برهم ... يرجى ولا ذكرهم طيِّب
يصدق من يثلم أعراضهم ... بقدر ما مادحهم يكذب
أموالهم باللوم محروسة ... نعم وأعراضهم تنهب
إن صفعوا بالكف لم يغضبوا ... أو سئلوا خردلة فطَّبوا
/٩٥ أ/ يهدون في طرق المخازي فإن ... ضلَّوا إلى مكرمة نكَّبوا
تقاسم النَّاس النَّدى كلَّه ... وأوسقوا منه وهم غيب
فحين جاءوا وجدوا اللؤم في موضعه قد حلَّ فاستحقبوا
لو مثل الجود سفينًا وقد ... القوا بقعر البحر لم يركبوا
وقال: وقد طلب من بعضهم حماضًا، فما طله به ولم يعطه شيئًا: [من الخفيف]
قصرت في المكارم الأغراض ... ما لخلق إلى ذراها انتهاض
كرم مخلف السَّحائب لا يصـ ... ـدق فيه برق ولؤم مفاض
فدع المدح والهجاء ولا تلـ ... ـمم بشعر فللقريض انقراض
ما بقي في الأعراض موضع ظفر ... يتمشى في قطعة المقراض