أكبر أفراحهم الخليج ... لهم إليه أبدًا حجيج
/١٠٨ أ/ ينتظرون العام ثمَّ يكسر ... وما الَّذي في ذاك لو تدبروا؟
وجانباه كلَّها تراب ... وقعره الزِّحام والضَّراب
وما الخليج غير نهر جاري ... يمدُّه البول من المجاري
يدوم شهرًا سيله وينشف ... وكلَّ عام حافتاه تكشف
حتَّى إذا عاد لبعض الأرض ... في عمقه وطوله والعرض
ثوى به الذُّباب والنَّاموس ... والفأر والجرذان والعروس
إن حكَّموا عند التَّداعي قاضي ... في حالة النُّفور والتَّراضي
يقول شيخ القوم هذي حوزتي ... قد خزنت كتابها وجرتي
وعندها القلقاس والفقوس ... والزِّير والوردة والقادوس
والقدر والحصير والسَّرير ... والقمح والجلبان والشَّعير
وقد أكلت بعده أشنانا ... وذي خوافي يأكل اللّحمانا
صنيعة الملك متاع العادل ... وخذ قماشي من زمام الفاضل
جاريتي خازنة أمينة ... تنظف القاعة بالبلينه
أباعها مني بتسحتحشر ... شيخ وكيل لحظايا شاور
دورهم مشحونة خنافس ... فمن ترى في طيبها ينافس؟
/١٠٨ ب/ والحيَّة النَّاظر في الآبار ... والفأر والعروس ملء الدَّار
لو مسح السُّلطان سوء صور ... لسئلوا قد حلَّ في القدور
وأرسل الرِّجال والأحمالا ... والخيل والبغال والجمالا
وجمع النّمل الذي بمصر ... وسيَّروه نحو ذاك الثَّغر
وقد حكى لي رجل سفَّار ... والصَّدق ما يحدِّث التُّجَّار
قال سكنت حجرة في خان ... مليحة القسمة والبنيان
والخان في الشَّارع وسط القاهرة ... طباقه مرتفعات عامره
وكان قد جاء معي غلامي ... كالبدر في إنارة التَّمام
أبيض رومي طويل الشعر ... لحاظه قد ملئت بالسِّحر
وقدُّه كأنَّه القضيب ... وردفه كأنَّه كثيب