فأمسكوا من وجدوه إلبا ... وصلبوا على الجذوع صلبا
وأخذوا المنجِّم الكذَّابا ... فافرغوا من فوقه العذابا
تبًا لهم اللمليك الناصر ... فوق مديد الأرض من مجاهر! ؟
كيف وقد أطاعه الجماد ... وفتحت بسيفه البلاد! ؟
وغمرت بعدله العباد ... يا بؤس ما ترهَّموا وكادوا
وفرقة للكيمياء وظَّفوا ... قد أحكموا كيزانه ورصَّفوا
إن صلب الزِّئبق منهم عامل ... فهو على رأي الجميع واصل
وأي نفع كان في تبييضه ... وإنَّما شيطانه يلهو به
حتَّى إذا أفسدها المرواس ... عاد إلى دماغه الوسواس
وإن رأى تبييضه في الدَّهر ... يقول قد فزت بملك العمر
وما درى أنَّ العمى مآله ... وأنَّه قد غرَّه محاله
حتَّى إذا ضاقت عليهم الحيل ... مالوا إلى ضرب الزَّبوق والزَّغل
/١٠٧ ب/ وفرقة تدور في المطالب ... تسلك فيه أصعب المذاهب
يضيِّعون العمر في المحال ... وينفقون حاصل الأموال
وأيُّ شخص ظفرت يداه ... بمطلب بلَّغه مناه
وفرقة تبخِّر الكواكبا ... تسلك في تبخيرها عجائبا
لهم دعاء ولهم بخور ... وهكذا تلبَّس الأمور
فليس السواد أصحاب زحل ... مع الخضوع والخشوع والوجل
يلبث طول اللَّيل في الوهاد ... منغمسًا في أهبة السَّواد
وآخر للمشتري تبخيره ... قد طال في تبخيره تخييره
هيأته البياض والوقار ... واللُّطف والطِّيب له شعار
وهذه من ترَّهات القيل ... يغنى بها الغرُّ بلا تحصيل
صنَّفها إبليس للجهَّال ... كي تنقضي الأعمال في المحال
وهل سمعتم والظُّنون تكذب ... في الدَّهر من لبَّى نداه كوكب؟
والسِّيميا وصنعة التَّنجيم ... وعمل الخاتم والتَّغريم
هذا وعندي لهم دفاتر ... مكسورة يسرح فيها الخاطر