وفرقة تخلِّق الأركانا ... قالوا الإمام خلف هذا كانا
وقد حكى لي رجل ظريف ... أنَّ وراء كنهم كنيف
وفرقة يرون قول الزُّور ... شهادة من أحسن الأمور
وهذه معتقدات فاسده ... جميعها منتحلات باردة
يجمعها من الضِّلال جامع ... والحق ما بين الجميع ضائع
هذا وفرعون لهم إله ... قدمًا فكم قد عمهوا وتاهوا
/١٠٦ ب/ وعبدوا بعد عبور البحر ... عجلًا مصاغًا من حلي التِّبر
وقال قولوا حطَّة ثمَّ ادخلوا ... فصحَّفوها حنطة وبدَّلو
وهبطوا من بعد موسى مصرا ... وحملوا من النَّكال إصرا
والبسوا الذِّلَّة والصَّغارا ... وورِّثوا الغباء والزَّيارا
وفرقة جميعهم سودان ... كأنَّما أشخاصهم غيلان
قد سكنوا الأرياف والسَّوادا ... وأضموا الفتنة والأحقادا
حتَّى لقد أغراهم الشَّيطان ... وعصبة عقيدهم ريحان
وكان رأس القوم لمَّا التأموا ... على اليمين رجل منجِّم
حكى لهم من طالع البروج ... ما حمل القوم على الخروج
وقال قد آن لكم أن تملكوا ... ودولة التُّرك سريعًا تهلك
واتَّخذوا المنجِّم الوزيرا ... ووقَّروا منصبة ترقيرا
وأخرجوه في رباع الفاضل ... يسكن منها أحسن المنازل
وقال يوم ستَّة وعشر ... من شهر شوال ظهور الأمر
فوثبوا بعد عشاء الآخره وشهروا السُّيوف وسط القاهرة
واخترقوا الدُّروب والأسواقا ... وأظهروا الفتنة والشِّقاقا
/١٠٧ أ/ وانتظروا أحلافهم فخانوا ... ونكثوا عهودهم ومانوا
ووقفوا هنيهة وارتكبوا ... وقام في الحال الأمير موسك
واستيقظت عساكر السُّلطان ... وعرفت مكائد السُّودان