للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيومهم جميعها جهام ... فما يبلُّ تربهم غمام

ما للقطاط عندهم مقام ... إذ ليس في دورهم طعام

بل الدُّروب كلَّها كلاب ... لكنَّهم ليس لهم أذناب

/١٠٥ ب/ مركوبهم جميعهم حمير ... ولبس أعيانهم المقصور

ينقش في عرسهم الرِّجال ... أمارة بأنَّهم جهَّال

وهذه من سمة النّسوان ... لا سمة الكهول والشُّبَّان

خلق كثير مالهم خلاق ... ودينهم جميعه نفاق

لا يقبسون الضيف فضل نار ... ولا يردُّون يدًا عن جار

بل يضمرون الغلَّ والخيانه ... وما لهم عهد ولا أمانه

المكر من عادتهم والختل ... واللُّؤم في طباعهم والبخل

قد حزِّبوا في دينهم أحزابا ... وعبدوا من جهلهم أرباب

ففرقة تقول بالتَّشبيه ... وظاهر الأخبار والتَّمويه

قد جعلوا احلامهم في النَّوم ... دلائلًا يا ضعف رأي القوم!

وفرقة ينتظرون الحاكم ... وأنَّه في كلِّ وقت قادم

إذا رأوا عن بعد حمارا ... قالوا الإمام قد أتى جهارا

وفرقة قالت تصير فالا ... رأيته لذاته مثالا

واثبتت تناسخ الأرواح ... منقولة في سائر الأشباح

وفرقة قالت بأنَّ زيدا ... إمام حقِّ قد أكيد كيدا

/١٠٦ أ/ وإنَّنا نلقى إله الحقِّ ... بدينه فهو إمام حقِّ

وفرقة تقول إسماعيل ... إمام حقِّ ماله عديل

قد شملت آل عبيد دعوته ... وأنهم نوَّابه وأسرته

وإنَّ منهم نرتجي الرِّضوانا ... والفوز والعطاء والإحسانا

وآخرون من سراة القاهرة ... أفعالهم بما ادَّعوه ظاهره

تزعم أنَّ الحقَّ في محمَّد ... في حاضر وغائب معتقد

وأنَّنا أتباعه في الأرض ... في كلِّ مستور وكلِّ فرض

وأنَّه في وقتنا إمام ... محكَّم بعدله قوَّام

<<  <  ج: ص:  >  >>