والعدس في قاعتها والفول ... فاسمع من المرأة ما تقول
وطاجن البوريِّ واللُّفاتي ... وكلُّ هذا الشَّرِّ من حماتي
فتبرز المرأة كالشَّراره ... قد خربت بكفِّها إزاره
تقول فتِّش حزبتي يا قازي ... هذا غلام الله ذو المخازي
ومرهف يشهد والدِّرغام ... بأنَّه في فسقه مقدام
ومصطفى وخيلجان شهدا ... بأنَّه لماله قد بدَّدا
وابنتي قد عافها من شهر ... وها لخبزي وبقولي مزري
يحكي بما يقشعه وشيرجي ... فما الذي من مثل هذا ارتجي
ومقعدي قد بعته وسفلي ... فهل يرى بعد طلاقي مثلي؟
وهو لحيني رجل رقَّاص ... فكيف من نكاحه الخلاص؟
وقال لي يومًا صديق صادق ... لا كاذب الودِّ ولا مماذق
بأنَّني حضرت دار القاضي ... ملازم خصمي للتَّقاضي
فجاء شخصان كما أنبيكا ... فوضعا بين يديه ديكا
ثمَّ تبدَّى واحد فهيَّطا ... ونال من صاحبه وخبَّطا
/١٠٥ أ/ وقال هذا باعني دجاجه ... كأنَّها في حسنها درَّاجه
وكنت قد حسبتها تقفُّ ... وخير مما قد لقيت الحتف
وأنت قد عددتها بياضه ... فما وجدت مثلها غضاضه
فخرجت كما تراها ديكا ... إنَّ العيان يذهب الشُّكوكا
فردهَّا الحاكم بالتَّدليس ... أحسن بذاك الحكم الخسيس
وقيل لي: جاء إلى الشنباشي ... يومًا فلان راكبًا أو ماشي
فقال في جارتنا سمَّان ... قد شاع عنه النَّحس والبهتان
أرسلت مع جاريتي محبوبه ... إليه ربعًا طالعًا خروبه
فقالت: اقنع لي به قطاره ... فغرَّها وباعها عصاره
حرى إليه صحبتي رقاصا ... يأخذ لي من خصمي القصاصا
وسم عليه ساعة من يوم ... فما عليك بعدها من لوم
خبز له في الخزبل في العينه ... فإنَّها حصينة أمينه