وأنشدني لنفسه، وهو ممّا قاله في السجن يذم إربل وأهلها، وعمال الديوان بها:
[من الوافر]
ألا قف بالأجيرع والكثيب ... وناد نحوه هل من مجيب؟
وحيِّ أهليه عن مستهام ... أسير موثق صبٍّ كئيب
لعلَّ الله يرجع لي زمانًا ... قضيناه على رغم الرَّقيب
لممشوق القوام إذا تثنَّى ... رجعت من المديح إلى النَّسيب
يغيب عن النَّواظر خوف واش ... ويبرز في سويداء القلوب
له منِّي المصرَّع والمقفَّى ... ولي منه معالجة الكروب
واخشاه ولا الأسد الضَّواري ... فيا لله من رشأ مهيب
واهون من صوارم مقلتيه ... ملاقاة الكتائب والحروب
أسائل عن سواه وهو قصدي ... ولا تخفى مساءلة المريب
دعا لي بالتَّسلِّي عنه قومي ... فلا تك يا إله بمستجيب
فقد أيست منه ومن زماني ... بحبس الملك من فرج قريب
/ ١١٥ أ/ فما يوم يمر ولست فيه ... عالج للردى داعي النقيب
لحاك الله من بلد خبيث ... فلست تطيب إلاَّ للغريب
أإربل لا سقاك الله غيثًا ... فقد أقفرت من رجل لبيب
أرى الغرّاء قد ملئت لثامًا ... وقد ضاقت على النَّصح الوهوب
فما في مالكيها من معين ... على صرف الزَّمان ولا الخطوب
ولا في قاطنيها اريحيٌّ ... ولا في ساكنيها من طروب
ألا أخزى الإله بليد سوء ... تحكَّم فيه عبَّاد الصَّليب
واجتمعنا ليلة أخرى في مجلس الصاحب شرف الدين أبي البركات فأنشدني:
[من السريع]
وناحل الجسم دقيق الشَّوى ... معتدل لم يحك ما فيه وصف
فهو إذا أنت تأمَّلته ... بفكرة إسم وفعل وحرف