حفظ القرآن العزيز، وقرأه بواسط للسبعة والعشرة، وتفقه وتأدب، وله طبع سمح في الشعر، وذهن صالح في النثر، وبديهة حسنة، وفطنة جيدة، يصنع البيتين والثلاثة بلا فكرة.
وكان قد اعتقله السلطان مظفر الدين، صاحب إربل، وأنشأ أربع مقامات في الحبس بألفاظ تشجي سامعها، ضمنها شرح حاله.
جمعتني وإياه حضرة الصاحب أبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي –رحمه الله- /١١٤ أ/، فوجدته رجلاً متواضعًا حسن الفضل، وأنشدني لنفسه في الصاحب أبي البركات، وكان السبب في إطلاقه من الاعتقال:[من الكامل]
مولاي دعوة يائس ذي عيلة ... أطفأت بالإطلاق نار عياله
قعد الزَّمان به فقام بحمله ... نحو ابن موهوب عرى آماله
أي ربِّ أبق لي المبارك واستحب ... منِّي دعائيّ للنَّبيِّ وآله
أولاني الأفراح أيَّ صنيعة ... أولى وأردفها بخالص ماله
وحضرنا ليلة في جماعة مجلس الصاحب أبي البركات –رحمه الله –ونحن في دكة لبستان داره –عمرها الله تعالى –فجاء الغيث متواليًا، وقمنا مسرعين، ودخلنا منزله المحروس، وكان طه حاضرًا، فارتجل هذين البيتين بديهة، وأنشدهما:
[من الطويل]
دخول لإقبال الشتاء مبارك ... عليك ابن موهوب إلى آخر الدَّهر
/١١٤ ب/ تفرُّ من الفطر الملم عشيًة ... ولم نر بحرًا قطُّ من القطر