للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول في الغيم: الريم.

وبعد هذا فاطلب فإنَّ السُّـ ... ـلطان يعطي بلا مكاس

أبقاه ربُّ السَّما مليكًا ... مادام رضوى ثابت الأساس

فبعث إليه بعمامة. ومن شعره يهجو بعض رؤساء حلب: [من الكامل]

شكت ابن صقر عرسه وتظلَّمت ... عدم الجماع وقلَّة الإنفاق

فأجابها بتذلُّل وتخضُّع ... والدَّمع منحدر من الآماق:

(بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي ... من حلَّ قيدك أن يحلَّ وثاقي)

ومن نثره ما كتبه إلى نظام الدين أبي المؤيد محمد بن الحسين بن محمد بن/ ١١٨ ب/ الحسين الطغرائي الكاتب الوزير بحلب:

"مملوك مولانا الصاحب وليِّ النِّعم، لازالت أيَّامه أعيادًا، وأكنافه لمرتادي الرِّزق مرادًا، قد أبقى من حاله ما علم الصَّاحب دقيقه وجليله، وكثيره وقليله، ولا حاجة به إلى إعادة كلام، أو قول، وترقب ماليس بمأمول، لكنَّه يقصد الأخفَّ على قلب الصَّاحب والأسهل، ويعتمد الأليق بحاله والأشكل، وهو دستور مفرغ من شوائب الأراجي البعيدة المرام، المفنية عمره على مرور الأيَّام، ليتوجَّه في هذه الأرض الواسعة، ويقصد الممالك السارحة الشَّاسعة، فقد قال الطائي:

(انضر الروض عازبه)

وعسى ما جمل في هذه البقعة أن يتَّفق في سواها، وما اطَّرح بها أن يشرق إذا باعدها وقلاها، ولعلَّ فرجًا يلقاه، فيحمد صبحه مسراه، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستقم له بمكَّة حال، فاستقام بيثرب، فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>