للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرى لحتني حين لم أتيع النَّوى ... قيادي ولم ينقض زماعي ناقض

أرادت بأن يحوي الرَّغيبات وادع ... وهل يفرس اللَّيث الطّلا وهو رابض؟

فلمّا غلبته بحجتها، أنشدها قول أبي الشِّيص الخواعي:

[من الكامل]

لا تنكري وجدي ولا إعراضي ... ليس المقلُّ عن الزَّمان براضي

حلِّي عقال مطيّتي لا عن قلى ... وامضي فإنِّي يا أميمة ماضي

وقد بقي الأمر موقوفًا على رأي الصَّاحب، فإن رأى أن ييسر الأمر فعل منعمًا".

[وكان] الجواب من الوزير أبي المؤيد –رحمه الله تعالى: -

"وقفت على ما شرحه، وتبيَّنت ما أوضحه، وعجبت كلَّ العجب ممَّا أهمله. / ١٢٠ أ/ من الصَّواب واطَّرحه، وكيف يقع له أنَّ الاغتراب أجدى عليه، والضَّرب في الأرض أصون له وأحب إليه، فلا إله إلاَّ الله.

أيُّها السيِّد، أنت تعلم ما ألتزمه من صونك، وأتوخَّاه من مصالحك، وما احرص عليه من إصلاح شأنك، وأنت من الضَّجر والقلق على مثل حالك، فكيف إذا نبت بك الدَّار، وتقاذفت بك الأقطار، وأصبحت على أبواب غريبة وعند أقوام أجانب لا يعرفون قديمك، ولا يكرمون حديثك، ولا يراعون ما يجب لك من حرمة، ولا يفهمون ما عندك من فضيلة، وتطير حينئذ بخبرك عنقاء مغرب، ويذهب بتجلُّدك وبحلمك اليسير ما تلقى به من اطراح جانبك، وتكون قد سعيت لتعزَّ فتعجَّلت المذلَّة، وفي المواعظ القديمة:

<<  <  ج: ص:  >  >>