للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرون.

واستنابه أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم القاضي، في التدريس والحكم، وكان زوج أخته، ولما توفي قاضي القضاة أبو المحاسن، قلّده الملك العزيز غياث الدين أبو المظفر محمد بن غازي بن يوسف –رحمه الله- القضاء بمدينة حلب في أعمالها، وذلك في يوم الجمعة الرابع عشر من شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.

واستمرَّ في القضاء، وعلت منزلته عنده، واحترمه احترامًا وافرًا، / ١٢٤ أ/ وأنفذ رسولاً إلى دمشق ومصر وبغداد، واعتمد عليه في مهماته وأموره. ولمّا توفي الملك العزيز، أقرّ على ما هو عليه، ولم يغير عليه شيء من أمور القضاء، وازداد كلّ يوم يأتي من الوجاهة والتقدم، وصار يشاور في الأمور، يؤخذ برأيه، ويرجع إلى قوله.

وكان رجلاً كامل العقل، وافر الفضل، على غاية ما يكون من الورع والدين، وصحة العقيدة، وصدق النفس.

لقيته بمحروسة حلب، وقرأت عليه جزءًا من الحديث النبوي، وأربعين حديثًا من تأليفه، وسألته عن ولادته، فذكر أنه ولد في سنة ثماني وسبعين وخمسمائة.

وتوفي بحلب المحروسة ليلة السبت، السادسة عشرة من شعبان، صلاة عشاء الآخرة سنة خمس وثلاثين وستمائة، وأخرج يوم السبت ضاحي نهاره، فصلّى عليه بالمسجد الجامع أخوه القاضي أبو البركات محمد بن عبد الرحمن، وحمل إلى مقبرة الجبيل شمالي البلد، فدفن بتربة لهم، وكان قد أصابه قولنج قبل موته بأعوام، وكان يخفيه، وشيَّع السلطان الملك الناصر/ ١٢٤ ب/ صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب –خلد الله ملكه- جنازته، وكذلك أمراء الدولة، وأرباب المناصب، والمتصرفون، والفقهاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>