للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحثو على الترب أوثق صاحب ... ويسلمني للدُّود من هو مشفق

فيا رب كن لي مؤنسًا يوم وحدتي ... فإنِّي بما أنزلته لمصدِّق

مقرُّ بأنِّي ذو ذنوب كثيرة ... أسير الخطايا بالإساءة موثق

وما لي سوى معروف رِّبي وجوده ... وما لي إلاَّ فضله متعلَّق

/ ١٣١ أ/ وما ضرني أنِّي إلى الله صائر ... ومن هو من أهلي أبرُّ وأرفق

وأنشدني قال: أنشدني الإمام الموفق أبو محمد لنفسه: [من الوافر]

أتغفل يا ابن أحمد والمنايا ... سوارع يختر منك عن قريب! ؟

أغرَّك أن تختطَّتك الرَّزايا ... فكم للموت من سهم مصيب؟

كؤوس الموت دائرة علينا ... وما للمرء بدٌّ من نصيب

إلى كم تجعل التَّسويف دأبًا ... أما يكفيك إنذار المشيب؟

أما يكفيك أنَّك كلّ حين ... تمرُّ بقبر خلٍّ أو حبيب

تسرُّ بما أطعت الله فيه ... وتحزن من مفارقة الذُّنوب

وأنشدني قال: أنشدني أبو محمد لنفسه: [من البسيط]

لا تسأل النَّاس وأسأل رازق النَّاس ... فاليأس منهم غنى فاستغن باليأس

واسترزق الله ممَّا في خزائنه ... فإنَّ رَّبك ذو فضل على النَّاس

فليس للنَّاس ظن يعطوك خردلًة ... ولا يعيذوك من فقر وإفلاس

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]

/ ١٣١ ب/ حذفوك حين أردت منهم شركًة ... وقلوك لمّا صرت صاحب حاج

وتنكَّرت أخلاقهم ووجوههم ... فعل البخيل لرؤية المحتاج

لا تطلبنَّ إلى لئيم حاجًة ... إلاّ لكي تلقاه بالإزعاج

فلعلَّ روعته تكون مثوبًة ... لمروِّعيه بلحَّة ولجاج

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه يرثي ثلاثة نفر من بعض أهله: [من البسيط]

مات المحبُّ ومات العزُّ والشَّرف ... ثلاثة سادة ما منهم خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>