للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ودَّعوني غداة البين إذ ظعنوا ... بل أودعوا قلبي الأحزان وانصرفوا

شيعتهم ودموع العين جارية ... لبينهم وفؤادي حشوه أسف

أكفكف الدَّمع من عيني ويغلبني ... وأحضر الصَّبر في قلبي فينصرف

فقلت ردُّوا جوابي أوقفوا نفسًا ... رفقًا عليَّ فما ردُّوا ولا وقفوا

أحباب قلبي ما هذا بعادتكم ... ما كنت أعهد هذا منك يا شرف

قد كنت تعظم تبجيلي ومنزلتي ... وكنت برًا شفيقًا فوق ما أصف

وكنت عونًا لنا في كلِّ حادثة ... تظلُّ أحشاؤنا من همِّها تجف

وكان جودك مبذولاً لطالبه ... جنح اللَّيالي إذا ما أظلم السَّدف

/ ١٣٢ أ/ وكنت عونًا لمسكين وأرملة ... وطالب حاجًة قد جاء يلتهف

وللغريب الذي قد مضَّه سغب ... وللمريض الذي قد شفَّه الدَّنف

وكنت تقضي حقوق النَّاس كلهم ... من قد عرفت وممَّن لست تعترف

وكم فقدنا بموت العزِّ منقبًة ... فيه لهم غرف من فوقها غرف

فيها مع الحور والولدان تحسبهم ... لآلئًا شقَّ عن أنوارها صدف

وله، وذكر أن البيت الثالث يظنه أنه لابن سناء الملك: [من الطويل]

خليليَّ عوجا بارك الله فيكما ... على منزل بين المغارة والكهف

ومن دير مرَّان ودار بن واصل ... إلى جبل الصُّوان أو بركة الجرف

محل ترى دمعي إذا ما ذكرته ... لفرط اشتياقي نحوه دائم الوكف

غدا الدين والإسلام غضّا كأنَّه ... على زمن الفاروق أو كاتب الصَّحف

به سرِّح الإسلام علمًا وسنَّة ... ودينًا ومعروفًا وردَّا إلى العرف

وله وهي المسألة الأكدرية: [من البسيط]

ماذا تقولون في ميراث أربعة ... أصاب أكبرهم جزءًا من المال

ونصف ذلك للثاني ونصفهمًا ... لثالث ترب للخير فعَّال

<<  <  ج: ص:  >  >>