للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزدي، وكان ابن حنيفة قد تفرد بروايتها، وأحد من بقي من رواتها: [من الوافر]

قصدت فناك فاشفع لي بقول ... إلى ابن حنيفة إن كان خاما

فأنعم لي لتحظ بشكر عبًد ... وليٍّ ما يزال وقيت ذاما

فوعده بنجاز ذلك، فتمادى الأمر لكثرة مهامّه، فعاوده التذكار بأبيات منها:

أهزُّ عطفك لا آلو لتنجز لي ... وعدًا تبيَّنت أنَّ النّجح في خلله

فانعم وجد وتقدم واقض وامض ومر ... فالعبد منتظر ما راح في أمله

وذا الكتاب فهذا الشَّيخ منفرد ... به وليس سواه اليوم في شغله

فأحسن الوعد، وتمادت الحال أيامًا، وراسل ابن حنيفة في ذلك فماطل فكتب أبياتًا في ذلك منها: [من الطويل]

/ ١٣٨ أ/ تقدَّمت لي طولاً بحسن شفاعة ... وأوليتني نعمى تجلُّ وتعظم

فخفَّض فيها من أشرب بقصده ... وقد وهن الأمر الذي ليس يبرم

فعزِّز بأخرى يا كريمًا وماجدًا ... فمثلك يا مولاي في الخير يقدم

وليس سوى أن يحضر ابن حنيفة ... فيؤمر جزمًا فالمطاع التَّقدُّم

فلهنة عمر الشَّيخ فرصة مغنمي ... يبادرها الشَّادي الحصيف المحزَّم

فأنعم وحقِّق في الشَّفاعة موعدي ... فإنِّي بحبِّ العلم صب متيَّم

ودافع ابن حنيفة، وتعلل بأسباب وأحوال، واعتذر عن التصدي لقراءة الكتاب، وقال في جملة قوله: إنَّ أرتق بن سليمان قد قرر قراءة الكتاب عليه في داره، فيكون معه، فعرض بأبيات منها: [من التقارب]

دفاع الحنيفيِّ يرجو به ... سكوتي عن نوبة الجمهرة

ولست ونعماك يا ماجدًا ... أنكَّب عن ذاك أو يقدره

فأنَّي وكيف ومن أين لي ... سواك ييسِّر ما عسَّره؟

ون تعط وعدًا فلا تسمعن ... فأقواله كلها مقصره

<<  <  ج: ص:  >  >>