للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ١٣٨ ب/ وكلُّ مواعيده هكذا ... بخطٍّ ولكن بلا مسطره

لئن كان يرغب في درهمي ... فوالله ما لي سوى المحبره

..... قد براها الشِّتاء ... وهذي الخميسية المدبره

وقرص ....... فمن أين لي ... وأدم فهيهات أن أبصره

فعاود ابن حنيفة في ذلك، وهو مصر على الاعتذار، طال الزمان في الترداد، فأذكره بأبيات منها: [من البسيط]

قد حان للعبد أن يدعى بما وعدا ... ومن يفز بفعال الحرِّ قد سعدا

مولاي طال خطابي والزَّمان عدا ... والشَّيخ مغتنم ما في المنون غدا

فجلس الزعيم في مجلسه، واستدعى ابن حنيفة، وجزم عليه، ورتب الأديبين أبا العز محمد بن مواهب بن الخراساني، وكان من كبار الأدباء العلماء في العربية والنحو والأشعار، وعلت سنّه فيه، ولقي مشيخة كثيرة وتفرّد في فنّه ومصنفاته، ومهذب الدين أبا الحسن علي بن عبد الرحيم/ ١٣٩ أ/ بن الحسن بن عبد الملك بن إبراهيم السلمي البغدادي المعروف بابن العصّار اللغوي، وكان من أئمَّة اللغويين والأدباء، ورؤسائهم وثقاتهم، وكانا يقابلان مع عبد الله بن أحمد القاضي كتاب الجمهرة، فبيد أبن الخراساني أصل ابي منصور الجواليقي، وبيد ابن العصار أصله، وبخطه الذي عارض به أصل ابن خروف، وكانت نسخ أخر بيد من يحضر القراءة من الأدباء، واستقرأه زعيم الدين الجزء الأول بين يديه، فعجب من قراءته، وفهمه، وفطنته، ومعرفته بالكتاب، فحينئذ أمره بقراءته.

<<  <  ج: ص:  >  >>