للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد العدا التَّفريق بيني وبينكم ... فنالوا غداة البين فوق الَّذي ودُّوا

رحلت وقد خلَّقت في عرصاتكم ... فؤادًا أذابته الصَّبابة والوجد

خليليَّ من نجد هل الدَّهر راجع ... فيجمعنا –فيما نسرُّ به- نجد؟

/ ١٤٢ ب/ سمحت بما عندي لكم وبخلتم ... وأهديت أشواقي إليكم ولم تهدوا

دياركم لا أرض نجد مرامنا ... ونشركم المطلوب لا الشِّيح والرَّند

ومن بعض غيِّ النَّفس في الحبِّ أنَّها ... تظنُّ بأن الغيَّ من فعلها رشد

ودون الكثيب الفرد من رمل عالج ... غزال بديع في ملاحته فرد

له من ظباء البيد جيد ومقلة ... وبعض غصون الخيزران له قدُّ

يقصِّر عن الحاظه سحر بابل ... ويخجل من توريد وجنته الورد

وقد ملكته دولة الحسن دولًة ... معظمًة يعنو لها الحرُّ والعبد

وقال أيضًا: وأنشدنيه ذو النون عنه: [من الرمل]

لجَّ فيض الدَّمع ف تخديد خدِّي ... والحَّ الوجد إلحاح المجدِّ

وتصدَّى لتلافي رشا ... بابليُّ يا له من متصدِّي

أين في رامة ريم مثله ... لا ولا يسبح في آرام نجد

وعذار دب في سالفه ... كدبيب النَّمل في روضة ورد

سرد الحسن على جانبه ... زرد العنبر في أحسن سرد

وتراءت فوقه من صدغه ... عقرب سوداء من مسك وندَّ

/ ١٤٣ أ/ قمر يشرف في بوريَّة ... وهلال يثني في ثني برد

فاتر الألحاظ ينضو طرفه ... مرهف الخدَّين لمَّاع الفرند

صيَّرت صورته عشَّاقه ... في أسار محكم من غير قيد

عنِّفوني في هواكم واجهدوا ... جهدكم إن كان هذا اللَّوم يجدي

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه ابتداء قصيدة: [من الكامل]

رفقًا فديتك بالكئيب الواله ... فإلام أنت تزيد في بلباله؟

وعلام تقتل بالقطيعة والقلى ... صبّا فداك بنفسه وبماله؟

لو كنت تعلم ما تجنُّ ضلوعه ... لرحمته وحملت من أثقاله

يشكو إليك من الصَّبابة والأسى ... سلوى العليل إلى العليم بحاله

<<  <  ج: ص:  >  >>