للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد الزاهد الموسوي الشاعر البغدادي قال: أنشدني عبد الله بن زهراء لنفسه من قصيدة: [من الطويل]

هل الوجد إلاَّ أن أبيت مسهَّدا ... ويضحي لذيذ النوم عنّي مشرَّدا

/ ١٤٣ ب/ أقلِّب قلبًا في لظى الحبِّ كلَّما ... نسيم الصَّبا هبَّت عليه توقَّدا

ويجفو الكرى جفني وأهواه زائرًا ... لعلِّي أرى من طيف علوه موعدا

وأنَّى يروم الطَّيف من بات ساهرًا ... وأمسى بهجران الحبيب مهدَّدا

سألتكم ردُّوا لذيذ رقاده ... فقد بات من فرط الصَّبابة مكمدا

سأطَّرح الأهواء إلاَّ هواكم ... وأنشد بيت العاشقين مغرِّدا:

(إذا رمتم قتلي وأنتم أحبَّتي ... فلا فرق ما بين الأحبَّة والعدا)

ومما نسب إليه أيضًا من الشعر قوله: [من الكامل]

بيني وبينك في المودَّة قدمة ... مستورة عن علم هذا العالم

نحن اللَّذان تعارفت أرواحنا ... من قبل جبل الله طينة آدم

وقال أيضًا: [من السريع]

كاتبتكم والدَّمع من مقلتي ... يفيض فيض الوابل الماطر

حتَّى لقد أشفقت ممَّا جرى ... من مائه الهامي على ناظري

فكيف أنسى سكنًا ما جرى ... لغيره ذكر على خاطري؟

وقال أيضًا: [من الخفيف]

كادت الرُّوح أن تطير بجسمي ... نحوكم من صبابة وغرام

/ ١٤٤ أ/ فثناها عن النُّهوض بعبء الـ ... ـجسم ثقل من جوهر الأجسام

وقال أيضًا: [من الطويل]

بنفسي من أهدى إليَّ صحيفة ... مكرَّمة مملوءًة حشوها نعمى

فتلن بها السؤال الذي كنت آملاً ... وزادني الشوق الذي كان بني قدما

وقال أيضًا: [من الوافر]

أتاني منك مكتوب كريم ... وجدت من البلاغة فيه أجزا

كتاب كلًّما عوَّلت أنَّي ... أردُّ به أمسكت عجزا

<<  <  ج: ص:  >  >>