للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم سطت ببزاة الجوِّ غدرته ... وكم وفى سفهًا للبوم والرَّخم

سر في البلاد ولا تقعد على ضمد ... إمّا بلوغ المنى أوحفرة الرَّجم

فإن تنل كلَّ ما تبغيه وارتفعت ... رايات مجدك بين العرب والعجم

فاسمح بما ملكت كفَّاك مكتسبًا ... حسن الثَّنا بما توليه من نعم

لولا ابتذال اللُّهى والقطر محتبس ... ما سار شعر زهير في ندى هرم

ولا تذَّكرت الرُّكبان في سفر ... كعب بن مامة بالإيثار في القسم

ولا ارتدى في فجاج الأرض منتشرًا ... ذكر الإمام أبي العبَّاس بالكرم

جادوا بما ذهبت أيدي الزَّمان به ... والمدح باق على الأخلاق والرِّمم

لا ترجونَّ من الدُّنيا بلهنيًة ... تدوم وهي على الإقبال لم تدم

فكلُّ لذَّة عيش طاب موردها ... فإنَّها كطروق الطَّيف في الحلم

[٢٥٣]

/ ١٥٢ أ/ عبد الله بن محمَّد بن منصور بن جميل، أبو العزِّ بن أبي عبد الله التغلبيُّ:

كان أبوه يتولى صدرية المعمور في الأيام الناصرية، وابنه هذا أبو العزّ ولد بجبَّا، قرية من أعمال هيت، في جمادى الآخرة في سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وخرج عنها وهو ابن همس سنين، ونزل بمدينة السلام. وتأدب بها، وقال شعرًا لطيفًا، وتميزَّ وخدم في بعض الأعمال الديوانية، ثم صار في الدولة المستنصرية كاتبًا على التركات الحشرية في سنة أربع وعشرين ثم عزل عن ذلك وانتقل في صفر سنة ست وثلاثين، ورتب في حجابة المخزن المحروس، وهو مقدّم الشعراء في الديوان المستنصري، وله قصائد شتى في الإمام المستنصر بالله –رضي الله عنه-.

شاهدته مصادفة بمدينة السلام، سلخ جمادى الآخرة يوم الجمعة، شابًا كيّسًا

<<  <  ج: ص:  >  >>