للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه من قصيدة: [من الطويل]

أتت سحرًا واللَّيل في قبضة الفجر ... ففكَّت أسيرًا موثقًا في يد الهجر

وأبدت لنا من وجهها وحديثها ... بدائع ترزي بالبدور وبالدُّرَّ

/ ١٥١ أ/ شكوت إليها ما ألاقي من الهوى ... فقالت: رعاك الله مالك من صبر

خلقت جليدًا إنَّما الحبُّ سائق ... عنيف إلى ما لا يطاق من الأمر

سرت سحرًا من أيمن الحيِّ نسمة ... فكاد لها قلبي يطير من الصَّدر

وأطرقت خوفًا أن يقال به هوًى ... فقالوا مصاب عاده عائد الضُّرَّ

ألا فليقل من شاء ما شاء إنَّني ... رضيت بما بي من جنون ومن سحر

ألا لا تلوموني فما لي حيلة ... ولا قدرتي تجدي ولا بيدي أمري

وأنشدني لنفسه، يمدح الناصر لدين الله أبا العباس أحمد –رضوان الله عليه-:

[من البسيط]

جوب المهامه بالعيديَّة الرُّسم ... ألذُّ من حفض عيش عند ذي همم

ووقفة في مثار النَّقع يوم وغى ... أولى به من تلقِّي جور مهتضم

والحزم في الأمر أن ينأى على عجل ... إذا كسته اللَّيالي حلَّة العدم

ولا يقيم بدار يزدريه بها ... من كان يرجو نوالاً منه في القدم

فكم تغرَّب سيران وقد صفرت ... كفَّاه فقرًا فحاز المال عن أمم

وكم نحا مسعفات المجد معتضد ... بحيلة الحزم فاستولى على أمم

لا يلبث الحر في دار يضام بها ... مادام في دهره يسعى على قدم

/ ١٥١ ب/ بل يخطب العز في أعلى معاقله ... ويمتطيه بغرب الصَّارم الخدم

ولا ينال العلا إلاَّ فتى مصع ... ماضي العزيمة مقدام على البهم

تعاف برد ظلال الخفض همته ... ويستلذُّ هجير الغور والأكم

يا قاتل الله دهرًا لا يزال له ... ميل على كلِّ ندب زاهر الشِّيم

كم حل عزمًا لذي عزم فغادره ... حلف الهموم يعضُّ الكفَّ من ندم

<<  <  ج: ص:  >  >>