للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الله شاب أبيض اللون، ربعة، حفظ القرآن الكريم على أبي شجاع ابن المقرون، وتفقه على أبيه، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- وسمع الحديث الكثير على شيوخ منهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، وأبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وأبو الفتح محمد بن أحمد المندائي وغيرهم.

لقيته بمدينة إربل سنة خمس وعشرين وستمائة، وأخبرني أنه ولد في يوم السبت تاسع عشر من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين وخمسمائة ببغداد.

وهو فقيه مناظر، عالم بالتفسير، جيد المناظرة، واعظ/ ١٥٠ ب/ حسن الكلام في الوعظ، جاري المنطق، وذكر لي أنه قال ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر، وأخبرني جماعة من أهل الفضل أنه يتَّهم في أشعاره، ويسرق أقاويل الناس، والله أعلم بصحة ذلك.

وجرت له حادثة ببغداد في أيام المستنصر بالله –خلد الله ملكه- فأودع السجن.

أنشدني لنفسه من قصيدة يمدح بها الناصر لدين الله أمير المؤمنين –رضي الله عنه-:

[من البسيط]

من مبلغ المتنبِّي أنَّ مدحته ... لنجل حمدان فيها الحيف والميل؟

يقول: أنعلت أفراسي بعسجد من ... نعماك، تبًا له إذ فعله الزّلل

ولو يجوز لمثلي مثل فعلته ... فعلت ما لم يكونوا مثله فعلوا

وكنت أصنع قصرًا من زمردة ... من جود أحمد ملك دونه زحل

وإنَّما خيل مثلي في محبَّة مو ... لانا الإمام دم الأعداء تنتعل

<<  <  ج: ص:  >  >>