للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مولى له عزائم مرهفة ... تبري يد لخطب بغير حدِّ

وأنعم لو أنَّها تجمَّعت ... لم تحص من كثرتها بعدِّ

كأنَّها إذا جرت من يده ... البحر عند جزره والمدِّ

ترهب من جنانه الأسد إذا ... ما زأرت عند لقاء الأسد

وكيف لا يرهب من بأسي الرَّدى ... وربعه أضحى الغداة قصدي

أي شرف الدِّين أتيت مهديًا ... إليك حالاً طالبًا لرفد

معانيًا فهت بها ما ضمِّنت ... بنظم من قبلي ولا من بعدي

يقوله مبتدئًا في نظمه ... تنبَّهي يا عذبات الرَّند

ألحقتها بمن مضى من الألى ... لكنًّها زائدة في الحدَّ

وأنشدني لنفسه فيه أيضًا يمدحه: [من الخفيف]

وغلام أدنى يديه إلى الكأ ... س لتفتضَّها يداه جهارا

/ ١٥٥ أ/ فسطت سطوًة فألقت على كفَّيه ... من نورها شعاعًا ونارا

قلت ماذا الشُّعاع قال سل الكأ ... س فإن لم يجبك فالخمَّارا

فسألت الخمَّار قال ابن موهو ... ب الوزير المولى يدًا ويسارا

جاز يومًا بها فأوما إليها ... فكساها إيماؤه أنوارا

وأنشدني لنفسه يصف عوادًا وأحسن: [من السريع]

ومطرب تفهم أوتاره ... الأسماع ما لا يفهم النُّطق

كأنَّها رعد ومن فوقها ... كفَّاه في تحريكها برق

وأنشدني أيضًا قوله: [من الطويل]

إذا لم تكن ذا قدرة بمن افترى ... عليك وأولاك الأذى بافترائه

فذره فإنَّ الدَّهر يفعل فوق ما ... تؤمِّل من إضراره وإذائه

وأنشدني لنفسه يخاطب بعض الرؤساء في أمر جرى له وحبس بسببه:

[من الكامل]

أأمين دين الله يا من لم يزل ... مبسوطًة كفَّاه بالإسعاف

ومبيد جيش الخطب يومًا إن سطا ... بوميض حدّ سنانه الشفَّاف

<<  <  ج: ص:  >  >>