/ ١٥٥ ب/ أمن المروءة أن أولَّى عاملاً ... يومًا على طرف من الأطراف؟
يومًا ولا طرق المسامع لفظة ... في أرضه من منطقي بخلاف
وأظلُّ بالحبس الخسيس وما جرى ... لي فيه من ثلم على إجحاف
ويظل من ظهرت عليه خيانة ... في المال في أمن وعيش صافي؟
فلئن يكن ذنبي العظيم لديكم ... بين الأنام كفايتي وعفافي
قد تبت يا مولاي عنه توبًة ... ليست على شرط ولا استئناف
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من المتقارب]
إذا ضامك الدَّهر في قسمة ... فصبرًا على ذلك القسم صبرا
فلا القسم باق عليك المدى ... ولو شئت ذلك ما اسطعت قدرا
فبينا ترى المرء في ضيق أمر ... ترى فرج الله يأتيه أمرا
وأنشدني أيضًا قوله: [من الطويل]
إذا ما الفتى أبداك بعض ضميره ... لسان له يومًا وأخفاك من بعض
تأمل بما أبدته عيناه إنَّها ... تبوح بمخفيِّ المودَّة والبغض
فعين الفتى تبدي الذي بضميره ... على يقظة منها وتخفيه عن بعض
وأنشدني لنفسه: [من الوافر]
/١٥٦ أ/ أيا مولى أقرَّ الدَّهر طوعًا ... له بالفضل والذِّكر الجميل
ومن عمَّت مواهبه البرايا ... عطاءً للحقير وللجليل
إذا ما مال غصن بالتواء ... عليك حناه بالحمل القليل
تدارك قطعه أبدًا لئلاً ... يميل عليك بالحمل الثَّقيل
فكم مالت غصون عن أصول ... فأوجب ميلها قطع الأصول
وأنشدني لنفسه: [من البسيط]
مولاي إن تكن الأرزاق قد قسمت ... وظلَّ قسمك منها أوفر القسم
فلا تكن فرحًا يومًا به أبدًا ... وأحذر باذهابه من زلَّة القدم
فإنَّ موليك هذا الرِّزق ظلَّ على ... إيلائه ثملاً من خمرة النَّدم
فإن صحا سترى في صحوه نقمًا ... يلقيك أيسرها في عالم العدم