للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضلاً وكيسًا وظرفًا ولطافة، ويمزح ويلهو ويتماجن، وهو ممن يشار إليه في هذه الأصناف، وأنشدني الكثير من شعره، إلا أني لم أحفظه، ولا كتبت عنه شيئًا غير أبيات، أنشدنيها ملغزًا في المشط: [من الوافر]

وما شيء له وجهان فيها ... له رأسان شأنهما عجيب

له ثغران مبتسمان بشرًا ... وبشرهما فليس له قطوب

يفرق كلَّ مجتمع وهذا الَّذي من فعله تهوى القلوب

أبن لي أيَّ شيء قد لغزنا ... فما يدري به إلاَّ لبيب

[٢٥٨]

عبد الله بن يوسف/ ١٥٨ أ/ بن عبد الرَّحمن بن يحيى بن عمران بن إسماعيل الهنتانيُّ، أبو محمَّد المراكشيُّ:

شاب يحفظ كتاب الله تعالى، ويعرف طرفًا حسنا من الأدب، وهو شاعر صالح المنظوم، وقع إلى إربل، من بلاد الشام والديار المصرية منتجعًا بقوله، ومستميحًا بكلامه، فشاهدته بها في شهر شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة، قاصدًا مجلس الصاحب شرف الدين –رحمه الله- وتأملاً له، ورجاء لنائله، فأنشدني قصائد وقطعًا من شعره، وسألته عن ولادته فقال لي: الآن سبع وعشرون سنة، وكان سؤالي له في الشهر المبدوء بذكره، وأنشدني لنفسه يمدح الصاحب شرف الدين أبا البركات –رحمه الله تعالى-: [من البسيط]

لا وجد أعظم من وجد يخامره ... ولا جوى غير ما تحوي ضمائره

صبٌّ ألمَّ به يوم النَّوى ألم ... من الهوى فثوى في القلب ضائره

يهمُّ ممَّا به شوقًا فلا جلد ... له ولا عاذل في الحبِّ عاذره

لله درُّ زمان اللَّهو من زمن ... قضيته حيث لا واش أحاذره

والدَّار جامعة والشَّمل ملتئم ... وربرب الحيِّ تهواني جاذره

/ ١٥٨ ب/ ولي حبيب كبدر التِّمِّ طلعته ... واف له من بديع الحسن وافره

<<  <  ج: ص:  >  >>