للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن جدَّدتم نعمًا علينا ... فشكرك لا يزال لها جديدا

سهرتم في مصالحنا عيونًا ... وكنّا عن مصالحنا رقودا

ووليتم علينا خير وال ... مناقبه بذاك غدت شهودا

يقوم بأمركم سرًا وجهرًا ... إذا أمثاله أمسوا قعودا

وأمّا في رعايته الرَّعايا ... فقد حازت مناقبه الحدودا

ويكفي أنَّنا كنًّا عظامًا ... كساها من مكارمه جلودا

وفضل أبي الفضائل غير جاف ... أقرَّ به الّذي أمسى حسودا

لقد أضحى بما آتاك فينًا ... أمير المؤمنين اليوم عيدا

ملابس قد غدت بيض المعاني ... وإن كانت بمرأى العين سودا

يضيء بليلها منكم جبين ... به يهدي إلى الجود الوفودا

/ ١٦١ ب/ وسيف يغرق الأعداء موجًا ... ويخطف ضوؤه البصر الحديدا

إذا اشتبكت وغى سمر العوالي ... يغادرها بحدَّيه حصيدا

وطرف يسبق الطِّرف امتدادًا ... كأنًّ بمن يجاريه قيودا

وأما السَّنجق الميمون فينا ... به عقدوا لنصركم البنودا

ذوائبه تذيب من الأعادي ... قلوبًا قد غدت ملأى حقودا

يطيعكم بما شئتم قيامًا ... ويعصي إن ترد منه سجودا

وكان رجاؤنا هذا وأنَّى ... [نجد من] بعد ذاك لكم مزيدا

لئن خربت ربوع علا سواكم ... فربع علاكم أضحى مشيدا

بحبكم إمام العصر فينا ... لقد أضحى المحبُّ له سعيدا

يضاعف من يواليه صعودًا ... ويرهق من يناويه صعودا

ولازلتم مطاعي الأمر فينا ... ولازلنا لدولتكم عبيدا

ودمت مخلَّدًا ما فاح رند ... ولاح الصُّبح بعد دجى عمودا

وأنشدني أيضًا لنفسه يمدح المولى المالك الملك الرحيم بدر الدنيا والدين –أعّز الله نصره- ويلتمس من/ ١٦٢ أ/ إنعامه توقيعًا بالخطابة: [من الوافر]

مليك الأرض يا من في يديه ... مواهب تخجل الغيث الهتونا

ومن تخشى الأسود سطاه حقًا ... فتلزم من مخافتها العرينا

<<  <  ج: ص:  >  >>