للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن بالجود منه كلُّ حرٍّ ... غدا في الرِّقِّ معتقلاً رهينا

ومن بالعدل منه في الرَّعايا ... وبالألطاف كم أحيا دفينا

أما بشَّرتكم بالنَّصر لمَّا ... حضرناكم وشاهدنا اليمينا؟

وقلت وقال من أضحى كفيلاً ... بما قد قاله وغدا ضمينا

معاذ الله أن تخشوا عدوًا ... وناصركم أمير المؤمنينا

ومن يك من مواقفه ببال ... فقد ناك المنى دنيا ودينا

ولازلنا لدولتكم عبيدًا ... ولا حكمت يد لسواك فينا

فعلمك قد أحاط بصدق وعدي ... وصار الشكُّ عندكم يقينا

ولست بمدَّع في ذاك غيبًا ... ولكن فوز جدكم يرينا

ولي حق البشارة من نداكم ... فعندكم غدا حقِّي مبينا

وآمل منك توقيعًا شريفًا ... بتوليتي خطيب المسلمينا

كتوقيعي أبي وبيه قبلي ... ليضحى في يدي سيفًا متينا

/ ١٦٢ ب/ وأنشدني أيضًا من شعره، ما كتبه إلى زين الدين أبي الحسن علي بن سالم الكاتب، منشئ الديوان المولوي البدري –حرس الله مجده- ويتنجز منه أن يكتب له توقيعًا بتقليد الخطابة بالجامع العتيق: [من الوافر]

أيا مولى له في النَّاس ذكر ... يفوق بنوره نور الصَّباح

أتتني منك معتبة ولمَّا ... أهمَّ إلأى جنابك باجتراحي

وإنَّي كنت أولى النَّاس عتبًا ... عليك جزاء هجرك لي الصُّراح

وإنَّ حوائجي أضحت لديكم ... مقابلًة بترك واطِّراح

وما زلتم لريب الدَّهر ذخري ... ولم أبرح أريش بكم جناحي

على أنِّي مريض القلب همَّا ... وليس على مريض من جناح

فإن تعفو فأهل العفو أنتم ... وأهل للمكارم والسَّماح

وإن صمَّمتم طلب انتقام ... رميت لديكم طوعًا سلاحي

وما أنا عنكم أبدًا بسال ... ولا مصغ إلى واش ولا حي

فلا تجعل لطردي عنك وجهًا ... فمالي عن جنابكِّ من براح

/ ١٦٣ أ/ وسمِّ وتمِّم التَّوقيع باسمي ... على اليمن المؤمَّل والنَّجاح

<<  <  ج: ص:  >  >>