للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحكمه بخطٍّ مستنير ... وألفاظ مهذَّبة فصاح

ولا تكتبه إلاَّ في فراًغ ... وحال سرور قلب وانشراح

وكن إعذار تقصيري مقيمًا ... فقد أضحى لديكم ذا اتِّضاح

فلولا أننَّي في ضيق عيش ... أقاتل بالصَّوام والرِّماح

ودين قد علاني كنت منه ... بريئًا في أمان وارتياح

لما قابلت خادمكم بهذا ... ولا أصبحت ذا وجه وقاح

ولكنِّي سأجبر نقص فعلي ... إذا اتَّسعت بما أرجوه راحي

وليس وأنت لي هذا بعيدًا ... أؤمِّله غدوِّي أو رواحي

[٢٦١]

عبد الله بن الخضر بن محمود المقرئ، أبو العبَّاس، الموصليُّ المولد والمنشأ، المعروف والده بالجامدار:

قرأ القرآن الكريم على أبي عبد الله محمد بن قريش بن مسلم الفارقي المقرئ –رضي الله عنه- تلقينًا، نزل بمدينة إربل سنة وعشرين وستمائة، وأقام بدار حديثها مدّة/ ١٦٣ ب/ يسمع الحديث على شيخنا أبي الخير بدل بن أبي المعمّر بن إسماعيل التبريزي، ثم رحل عن إربل، وقدم الموصل، وانحدر إلى مدينة السلام في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، ثم توجه نحو الموصل، فبينما هو سائر إذ وقع من ظهر الجمل، فآلمه بعض أطرافه من شدة الوقع، فانقطع في الطريق، وعدم خبره، ولم يعرف إلى الآن حقيقة خبره.

أنشدني لنفسه يمدح الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبا العباس أحمد –رضوان الله عليه-: [من الطويل]

تذكر أيَّام الصِّبا فتألَّما ... وحنَّ وهل يشفي الحنين المتيَّما؟

وفي النفس أشواق وفي القلب حسرة ... أبت طول هذا الدَّهر أن تتصرَّما

<<  <  ج: ص:  >  >>