للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا هو بالرَّاقي إلى سؤل نفسه ... ولا بالَّذي يسلو لينجو مسلَّما

ولمَّا رأيت القوم للبين أزمعوا ... يصيحون للراقي إذا ما ترنَّما

أشرت إلى نار الحشا فتضرَّمت ... وقلت لدمعي جدَّ قد أقفر الحمى

خليليَّ إن عاينتما دمن الحمى ... فعوجا على أبيات سلمى وسلِّما

وإن جئتما ورد الحمى فاشربا به ... وإن أنتما لم تسقياني شرقتما

/ ١٦٤ أ/ منازل سلمى بالعقيقين هجت لي ... غرامًا إذا نامت عيون الورى نما

ولكن تصاريف الزَّمان عجيبة ... تغادر حلو العيش والحال علقما

ولم أر مثلي عاشقًا ذا صبابة ... ولا مثل دمعي في الديار إذا همى

ولا كأمير المؤمنين خليفًة ... بتفضيله الرَّحمن فينا تكلَّما

إمام إذا لم يعرف المرء فضله ... على النَّاس يصلى في المعاد جهنَّما

إذا جال طرفي فيه أصبح خاسئًا ... حسيرًا لديه خاضعًا متوسِّما

هو الجوهر الغالي النَّفيس فلا يرى ... هو البحر رده لا ترى بعده ظما

هو الشغلة المأخوذ ضوء سنائها ... من القبس المودوع في صلب آدما

هو النَّاصر ابن المستضيء فلا ترى ... أجلَّ وأعلى منه فضلاً ومنتمي

فليست سماء الله هذي التي ترى ... ولكنَّ أرضًا تحتويه هي السَّما

ولو لم يطأ هذا التُّراب برجله ... لما جاز للإنسان أن يتيمَّما

أخا الفضل لا تجزع لوقع ملمًّة ... فلابدَّ للأيَّام أن تتصرَّما

إذا ما اعتراك الدَّهر يومًا ببأسًه ... وأمَّلت أن تلقى إلى العزِّ سلَّما

أنخ بفنا دار السَّلام ترى بها ... إمامًا إذا عاينته تأمن العمى

/ ١٦٤ ب/ ترى جنَّة المأوى ترى علم الهدى ... ترى كلَّ ما تهوى من الأرض والحمى

ترى واحد الدُّنيا وباذل وفرها ... وترجع بالزُّلفى عزيزًا مكرَّما

إذا افتخرت يومًا قريش بمفخر ... فخير قريش من إلى جدِّه انتمى

فلولاه لم نسعد ولولا ابن عمِّه ... لما شرَّف الله الحطيم وزمزما

يميت ويحيي كلَّ يوم عصابًة ... فكلُّ بنان منه عيسى بن مريما

فلو عاين الدَّجال شدَّة بأسه ... تمزَّق إعظامًا له ثمَّ أسلما

ولو ظهرت منه على الخلق نقمة ... لما صحَّ عندي أنَّ في الأرض مسلما

<<  <  ج: ص:  >  >>