للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كلِّ وقت يرينا من خلائقه ... وحسن آدابه نورًا ويستانا

يلقى رحال المنى عافي مواهبه ... بحيث لم يخش عافي الجود حرمانا

بأضيق الناس عذرًا إن هم سؤلوا ... جودًا وأوسعهم ............

إذا أتيناه نشكو من أذى زمن ... سخا فما يعقب الأزمان أزمانا

سهل الحجاب منيع الدار منبته ... في دوحة كرمت أصلاً وأفنانا

قوم إذا وزنوا بالناس كلِّهم ... في سؤدد رجحوا بالنَّاس ميزانا

/ ١٦٦ ب/ القائمين بأعباء العلا كرمًا ... ثمَّ المقيمين أفعالاً وأديارنا

توسعوا في النَّدى حتَّى لقد سمحوا ... بالمستحيل من الإعطاء إمكانا

لو جاز أن يرجع الماضي على أحد ... من عمره لأصاروا الشِّيب شبَّانا

لا يهتدى لمساعيهم وإن سطعت ... أنوارها وغدت كالشَّمس تبيانا

جاءوا العلا قبل إلمام الكرام بها ... فاستصلحوا خيرها دينًا وبنيانا

شعارهم حبُّ مبطان الضُّيوف إذا ... حبَّ السَّفير ولم يبدوه إبطانا

تلقى أعاديهم يوم اللِّقاء بهم ... آساد خفَّان في أكناف خفَّانا

باهت بفضل بهاء الدِّين أسرته ... حتَّى لقد أشبهت في الفخر عدنانا

مولى بنى لبني الخشَّاب بيت علاً ... طالتت مبانيه حتَّى جزن كيوانا

إذا استمحناه أعطى فوق بغيتنا ... وإن أسأنا يرينا منه غفرانا

أعاشنا الله نتلو شكر أنعمه ... حتَّى عليه إذا متنا توفّانا

فكم أعان على خطب أجاز بنا ... مكروهه وحمى من حينه حانا

ودام وابناه فيما شاء من دعة ... حتى يحرّك أمر الرّيح ثهلانا

[٢٦٤]

عبد الله بن عيسى بن الحسيين ن أبي طالب بن محمد بن باروخ، أبو الهيجاء بن أبي منصور الكرديُّ المهراني الموصليُّ:

كانت ولادته سنة أربع وتسعين وخمسمائة بالموصل، وكان والده أميرًا جليلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>