عظيم المنزلة، عند أتابك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود، وأخص حجابه في دولته.
وابنه هذا أبو الهيجاء شاب جندي، ذو طبع في الشعر سليم، وفكر في إنشائه مستقيم، صاحب معان منتخبة، وألفاظ مستعذبة، مجيد في كلامه، محسن في صوغ القريض ونظامه، له طرف/ ١٦٧ ب/ شائقة، وأوصاف رائقة، ولم يعتن بشيء من الصنائع إلا وكان فيه تام المعرفة والحذق، يفوق به أقرانه وأشكاله، ثم إنَّ له اليد الباسطة في الآداب الملوكية، كالتصيد بالصقر والكلاب، والضرب بالصولجان، والرمي بالقوس، وركوب الخيل وسباقها، وغير ذلك، وهو في نفسه مفرط الذكاء، سريع الإدراك.
أنشدني لنفسه يمدح المولى المالك الملك الرحيم بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، مغيث الأنام، صفي الإمام، قسيم الدولة، محيي الملة، بهلوان جهان، خسرو إيران، قزل أرسلان، أتابك أبا الفضائل، نصير أمير المؤمنين -خلّد الله ملكه- من قصيدة مطلعها في المديح:[من الكامل]
يا من يعير الغصن قدًا والنَّقا ... كفلاً ويحسد خصره الزُّنبور