للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من دونه كسرى وقيصر في الغلا ... هاذاك مكسور وذا مقصور

سبحان معطيه السَّعادة والنُّهى ... من أردشير لديه من سابور؟

من عنتر من حاتم من قيس بل ... من قسًّ حيث حديثه المأثور؟

كم من خميس كتيبة كادت لديـ ... ـه الأرض تزحف والسَّماء تمور

جعل الرِّياح الهوج ساكنًة فلم ... تسطع لمشتبك الوشيج تسير

وسمت أسنَّته فأوجس خيفة ... منها الغيور فما لديه غيور

ومضت صوارمه لرعد بنوده ... فالصَّيِّب المتدفِّق التَّامور

وافي اقتحامك وهو ... بدوه ... يكفيك عودًا والجواد درير

جنحًا جناحاه وقلب قلبه ... حتَّى القوادم والخوافي بور

يومًا تكاد تميَّز الأبطال من ... غيظ وأوداج الكماة تفور

/ ١٦٨ ب/ يا من يجلُّ بأن ترام صفاته ... حضرًا وكلٌّ وصفه محصور

ما إن رأى الرَّاؤون قبلك مالكًا ... طوعًا له فلك الزَّمان يدور

لم أثن في شعري لديك تكلُّفًا ... مدحًا ودون طباعك المذكور

خذ في علاك قصيدًة قد أفحمت ... نطق الفرزدق حيث جاء جرير

واسلم مدى الأيَّام مهما أسفر الـ ... ـصبح المنير وأظلم الدَّيجور

وأنشدني لنفسه: [من الكامل]

عجبي له شرب المدامة طالبًا ... سكرًا وقهوة ريقه من فيه

لو كان يفعل في خلائقه الطِّلا ... كانت سلاف رضابه تنشيه

أو أنَّه ثمل بها ولعلَّ صهـ ... ـباء العقار بفعلها تصحيه

مثل العليل المستمرِّ صلاحه ... يرجى بثاني علَّة تأتيه

وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

تقول وقد زمَّت لبين جمالها ... مراعيًة عهدي بلطف التَّودُّد

هلمَّ لتوديعي فقد أوشك النَّوى ... وأرخت دموعًا كالجمان المبدَّد

فقلت وأنفاسي يصعدها الأسى ... وقد أذخت نار الهوى في توقُّد

محّلك في قلبي وإن أقفر الحمى ... ولكنَّ طرفي من جمالك زوِّدي

/ ١٦٩ أ/ ولا تنكري تركي الوداع فإنَّه ... بمثلك لا يسخو متى ظفرت يدي

<<  <  ج: ص:  >  >>