للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني قوله: [من الطويل]

ولمَّا تهادى أن ترى كتبك الَّتي ... أسرُّ بها ما دمت في شاسع البعد

علمنا بأنَّ البين ينسى ولم تدم ... شروط جرت عند الوداع من الودَّ

كتبنا عسى تحنو علينا بمثله ... كتابًا يبكِّي ضمنه أعين الصَّلد

ولابدَّ في بطء السَّحاب عن الرُّبى ... موافاة مستسقًى له ربَّما يجدي

وأنشدني من شعره: [من الطويل]

وذو، هيف حاز الجمال ظرافًة ... ودقَّ معان في الجمال وفي الهيف

تحار عقول الواصفين لحسنه ... ويكبر عند الوصف قدرًا فلم يصف

وأنشدني أيضًا قوله: [من الكامل]

لو كان يجزي الصبَّ خبر وداده ... لمحبِّه في قربه وبعاده

تالله لم يصدرنه أيدي النَّوى ... عمَّا يلذُّ الصَّاب في إيراده

كلاًّ ولا أضحى الغرام غريمه ... حتَّى لقد أخفاه عن عوّاده

يا سائلاً عن حال صبٍّ ساهر ... أنساه هجر الوصل ذكر رقاده

خدَّدن خدَّيه دموع جفونه ... تيك التي حشيت بكحل سهاده

/ ١٦٩ ب/ لم يصح من سكر الصَّبابة ساعًة ... أن يرعوي وإذا شككت فناده

يا ويحه كم ذا يكابد من جوى ... وأقلُّ سبل الغيِّ دون رشاده

أو ما كفى أن لم يخلِّ له الهوى ... إصلاح حال لم يقم بفساده

وأنشدني أيضًا من شعره: [من الكامل]

ريُّ ثغر ما بدا إلاَّ أرا ... نا البدر يحمله قضيب مائل

طبعت سيوف لحاظه من نرجس ... ولها بنفسج عارضيه حمائل

وأنشدني لنفسه: [من الوافر]

محمَّد صل كئيبًا مستهاما ... بحبِّك لا يقرُّ له قرار

صبورًا في الحوادث غير واه ... ولكن عنك ليس له اصطبار

بنرجس مقلتيك وورد خدٍّ ... أحاط به بنفسجه العذار

وقدَّ كالقناة وليل شعر ... تبلَّج تحت حاجبه النَّهار

<<  <  ج: ص:  >  >>