للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم كيف لا يبدو هواه وقد بدا ... طلل الأحبة ظاهر الإخلاق

طلل لعلوة باللِّوى ابقى البلى ... من رسمه لحشاشة المشتاق

كانت معالمه تروق لما بها ... من صمت خلخال ونطق نطاق

من كلِّ رائعة الجمال غريرة ... خمريَّة الوجنات والأرياف

تأوي الحجال وترتعي ألبابنًا ... وتعاف رعي الشَّت والطُّبَّاق

لا أظلم الغربان لم يقذف بها ... أمد النَّوى إلاَّ رغاء نياق

ولربَّ كأس بتُّ أسقاها على ... مثل الحديقة من محيَّا السَّاقي

خلفت خلال محمَّد ففعالها ... بالهمِّ فعل نداه بالإملاق

وأنشدني أيضًا لنفسه في التاريخ المذكور: [من الطويل]

/ ١٧٢ ب/ بدا قمرًا في حندس اللَّيل نيِّرا ... وهزَّ ردينيًا من القدِّ أسمرا

وأبدى لنا ما بين آس عذاره ... غداة بدا وردًا من الخدِّ أحمرا

وأمعن في بري الجسوم تعمُّدًا ... بما راش من نبل الجفون وما برى

من الهيف معشوق الشمائل أغيد ... أقلُّ غرامي أن ينام وأسهرا

يريك قضيب البان أملد أهيفًا ... إذا ما بدا والظَّبي أجيد أحورًا

يميس بريحان الذوائب مورقًا ... ويبدو بورد الوجنتين منورَّا

وتصبيك منه طرَّة فوق غرَّة ... تبدَّت على كافورة لوجه عنبرا

عسى يجمع الشَّمل المشتَّت جامع ... فيرجع ليل الصَّدِّ بالوصل مقمرا

والهو بواهي الخصر بين جفونه ... لواحظ يذكرن الحسام المذَّكرا

يدير علينا مسكرًا من سلافها ... ونرشفها من ريقه العذب سكَّرا

وندمان صدق هبَّ لمّا دعوته ... يمسح عن أجفانه سنًة الكرى

وقد ولت الظلماء إلا بقيًة ... غدا الدِّيك فيها بالصَّباح مبشِّرا

وقد فلَّ جيش الفجر مذ سلَّ سيفه ... على اللَّيل من زهو الكواكب عسكرا

وقد ظلَّ نجديُّ النَّسيم كأنَّما ... يجرُّ على الأهضام ذيلاً معنبرا

فقام إلى صفراء يعرف لذَّة ... ولهوًا إذا منها تجرَّع منكرا

كأن سلاف الرَّاح تحت حبابها ... صعيد من العقيان أنبت جوهرا

<<  <  ج: ص:  >  >>