للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرِّيح تعبث وهي دانية السُّرى ... بمعاطف البانات من أغراسها

يصف الطُّلول الدَّارسات محيِّن ... وقف الشَّقاء به على أدراسها

مالي وللدَّار التي قد أقفرت ... أبكي على عرصاتها من ناسها

شغل البلى منها فأين بلون ما ... يتلون حلف الشَّوق من إحساسها

دعها فقد شغل الغياث بمدحه ... البابنا عن وصف ظبي كناسها

ملك إذا قيس الملوك بفضله ... ناجته بالتَّفضيل نفس قياسها

تفديه من حلاَّل أنديه الوغى ... خلاَّع كلِّ عجاجة لبَّاسها

مقدامها في يوم كلِّ كريهة ... مطامعها مطعانها مدعاسها

جاءت مواهبه بدرَّة جودًة ... كرمًا ولم تخرج إلى إبساسها

جم السبالة لو تقدم عصره ... لم تسم بالقدماء شدَّة بأسها

لو عاينت بكر بن وائل فتكه ... ما استعظمت ما جاء عن جسَّاسها

/ ١٧٥ أ/ فلاَّل كلِّ كتيبة ملمومة ... شعل السَّريجيَّات من أقباسها

وإذا تمرَّس بالكتائًب حاملاً ... رمحًا فقد نكست قوى أمراسها

محضرُّ وادي الجود عرِّيض النَّدى ... أمواله لم تثو في أكياسها

لعفاته ماسرَّ من إرفادها ... وعداته ما ساء من إتعاسها

ملأت مواهبه القلوب مودَّة ... حتى كفاك رجاؤها من ياسها

وتزَّينت بفعاله الدُّنيا كما ... طهرت بفيض نداه من أدناسها

تددعو له الأحياء في أوطانها ... وتهابه الآساد في أخياسها

فتملَّ يا اسنى الملوك سعادًة ... جاءتك راكضًة على أفراسها

وبناء دار للنُّجوم نواظر ... تسمو إذا نظرت إلى نبراسها

مأهولًة الأرجاء منك بمشبل ... نهَّاب أرواح العدا فرَّاسها

لو فاخرت غمدان أذعن رُّبهًا ... ولودَّ أن لو عدَّ من أحراسها

ولو الخورنق زارها لتطامنت ... شرفاته عن مس ترب أساسها

شرفًا بني أيُّوب فالأيَّام في ... أيّامكم قد بان لين مراسها

أنتم إذا وعدَّ الملوك كرامها ... وسواكم المعدود في أنكاسها

<<  <  ج: ص:  >  >>