للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ١٧٥ ب/ وتفاضلت باللُّطف في أخلاقها ... ألفيتم الأكياس من أكياسها

وصفاتكم ما كدِّرت فكأنَّها ... راح يطاف بها على جلاَّسها

ولأنتم شرف الممالك مثلما ... شرف الخلائق في بني عبَّاسها

فتُّم ببأسكم بني حمدانها ... وفضلتم كرمًا بني مرداسها

والله يأبى أن تضام رعيَّة ... أصبحتم الأمناء من سوَّاسها

بدَّلتموها بالغنى من فقرها ... كرمًا وبالأثراء من إفلاسها

بمواهب الملك العزيز وعدله ... طهرت بلاد الله من أرجاسها

حسنت بسيرته وأنشر فضله ... رمم النَّدى والبأس من أرماسها

قل للملوك رميتم من عزمه ... بمبيد دار عدوَّه جوَّاسها

فتخوَّفوا منه فتى فتكاته ... اخلت زوايا الغاب من هرماسها

ودعوا له سبل العلاء فلستم ... من نبع دوحتها ولا أحلاسها

لا غير نوء نداه يخلف صيِّب الـ ... أنواء بل يوفي على رجَّاسها

ولنيل مصر دون نائله إذا ... ما ظلَّ معتليًا على مقياسها

تجد الكماة حياتها في سلم مضـ ... طلع بغلب الغلب من أشواسها

فإذا نحاها أكثرت من ضربها ... أخماسها للخوف في أسداسها

/ ١٧٦ أ/ لازالت الأعياد حاليًة به ... ما استمتعت عين امرئ بنعاسها

وأنشدني لنفسه أيضًا ما كتبه إلى بعض أصدقائه: [من الكامل]

يا أيها المولى الظَّهير ومن ... أحسانه لرحى العلا قطب

والماجد النَّدب الذي يده ... من سحِّها تتعلَّم السُّحب

في ترك خدمتك التي شرفت ... للدَّهر لا لغلامك الذَّنب

ولأنت تعلم أنَّني رجل ... بين الزَّمان وبينه حرب

والنَّاس قد خسَّت خلائقهم ... فمطالبي عن قصدهم نكب

من كلِّ جعد الكفِّ ليس له ... مذكان غير حطامه رب

لا يألمون إذا هجوتهم ... بل يفخرون ويكثر العجب

وبمثل مجدك لا يليق على ... عبد عرفت ولاءه العتب

لك من ودادي صفوه فإذا ... ما غبت عنك فعندك القلب

<<  <  ج: ص:  >  >>