للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]

/ ١٧٨ ب/ تبًا لمن همُّه الدُّنيا وبغيته ... زيادة المال فيها وهو منتقص

يسعى ويدأب فيها ليس يدركه ... حرصًا وتنتابه الأسقام والغصص

كم أسعف الدَّهر أقوامًا يبغيهم ... فيها وأعطى فلمّا زادهم نقصوا

وكلَّما أدركوا ما أمَّلوا بطروا ... وكلَّما زيد في أموالهم حرصوا

رأس الخطيئة حبُّ المال فاسخ به ... واسمح وجد فذوو الأفضال قد خلصوا

والباخلون حظوا بالذَّمِّ إذ بخلوا ... وقتَّروا وعلى أعقابهم نكصوا

واحذر مصارعهم إن كنت متَّعظًا ... فقد أتتك به الأنباء والقصص

[٢٦٨]

عبد الرَّحمن بن صالح بن عمَّار بن عربدّ بن رافع بن المزعفر العربدَّيُّ، أبو محمَّد التَّغلبيُّ الدُّنيسريُّ:

كان يتولى الحسبة بدنيسر، تعلق بسبب قوي من علم العربية والعروض، وحفظ القرآن العظيم، وفهم طرفًا من اللغة والأدب، وكان شاعرًا فصيحًا، فيه سماحة ومروءة، حبسه الملك المنصور ناصر الدين أرتق أرسلان بن إيلغازي بن ألبي بن إيلغازي بن تمرتاش الأرتقي، صاحب ماردين/ ١٧٩ أ/ بسبب قصيدة نظمها في الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكان يومئذ محاصرًا قلعة ماردين، فأنكر الملك المنصور تخلفه عن الصعود إليه إلى ماردين، وأنه امتدح الملك الأشرف، فأخذه وسجنه خمس سنين، ومات مسجونًا في أواخر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وستمائة.

أنشدني أبو الثناء محمود بن أسعد الهمذاني قال: أنشدني أبو محمد لنفسه:

[من الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>