للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرِّيق كالشَّهد أو طعم العقار إذا ... ما عاقر اللُّبَّ يوماً فهو عاقره

لو أنَّ من في حبيس الدَّار اسمعه ... منه حديثاً لأضحى وهو آسره

أو راء ميتاً وذاك الميت في كفنٍ ... في قعر لحدٍ لأمسى وهو ناشره

وأنشدني لنفسه في الحمى: [من الطويل]

سرت كالخيال لا حسيسٌ ولا نبح ... فوافت فراشي عندما اتَّضح الصُّبح

وقد سمحت بالوصل والصُّبح مسفرٌ ... ونجم السَّماك طاح من كفِّه الرُّمح

وألقت عصاها واستقرَّ بها النَّوى ... وحلَّت بجسمي فاستبان لها البرح

تعانقني بالرَّغم لا عن مودَّة ... عناقاً يرى كالذبح أو دونه الذبح

وقد صار وصفي الخفض والضمُّ وصفها ... ولم يقترب منَّا سكونٌ ولا فتح

وأصبحت منكوحاً لها وهي ناكحٌ ... ويا من رأى أنثى يكون لها نكح

أجازت نكاح العهر من غير شرعةٍ ... كفعل النَّصارى لا طلاقٌ ولا صلح

وأنشدنا لنفسه: [من الكامل]

عبث النَّسيم بيانه وبهاره ... واستمطر الكافور من نوَّاره

/٢٥٥ أ/ وجلا عروساً طيبها وحلُّيها ... من مزنه وربيعه وقطاره

فسوارها وعقودها وحجولها ... وبهاؤها من راحتي آذاره

من أحمرٍ شرق وأبيض ناصعٍ ... ظهرت صفات الحقِّ في أنواره

من نرجسٍ وشقائقٍ وبنفسجٍ ... يجلو ثياب العجب من أزهاره

والياسمين بها إلى نيلوفرٍ ... ترنو لواحظه على أنهاره

عرسٌ جنت ثمر السُّرور شهوده ... لمَّا تشابه ليله بنهاره

فالمسك والجاديُّ من مشمومه ... والدُّرُّ والياقوت بعض نثاره

وعذابه الشُّحرور ينشد معرباً ... بلحونه ما رقَّ من أشعاره

يشدو على غصن الأراك تعجُّباً ... من صوته ومجاوباً لهزاره

حتَّى بكى قمريُّه للبعد عن ... معشوقه أو إلفه أو جاره

فبكلِّ قطرٍ جئت من أقطاره ... داود معتكفاً على مزماره

وترى الحباب على الجداول مائساً ... فعل المتيَّم من شدا أطياره

يجلو علينا الرَّاح أحور شادنٌ ... طلعت شموس الحسن من أزراره

<<  <  ج: ص:  >  >>