إنَّ بدر السَّماء ينقص حيناً ... فإذا ما استسرَّ يرجى طلوعه
[٣٠٢]
عبد الرَّحمن بن عليِّ بن يحيى بن خالد بن عمران الأمويُّ
الغماريُّ السَّبتيُّ:
ومولده في شوال سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ببادية سبتة.
الفقيه المالكي، المدرس المفتي.
تفقه بفاس، وبها تأدب على /٢٥٤ أ/ الأستاذين زيدان، وابن خروف الأديب النحوي، وبالديار المصرية، وببغداد، والشام، وسمع البخاري، والموطأ، والسنن، ومسلم بفاس، وتفنن في علوم شتى من الأصولين، والخلاف، والحساب، والفرائض، وعلوم أخر، وقيل إنَّه استظهر على ثلاثين ألف بيت من الأشعار العربية.
فمن شعره: [من البسيط]
وافى بليلٍ وليل الشَّعر ساتره ... ظبيٌ غريرٌ غضيض الطَّرف فاتره
على قوامٍ يكاد اللِّين يمحقه ... لولا الكثيب الذي ضمَّت مآزره
حلو الشَّمائل مكحولٌ مدامعه ... ولم تغمَّض على كحل نواظره
كغرَّة البدر إشراقاً محاسنه ... ولمحة البرق إيماضًا سوافره
إذا رنا فسيوف الهند نابيةٌ ... في مضربيها ولم تنب بواتره
وإن سطت فعلى الأجساد سطوتها ... وسيفه في صميم القلب شاهره
كأنَّما بابلٌ من سحر مقلته ... وقد حشاها به هاروت ساحره
كأنَّ فاحمه والطِّيب غامره ... ريش الغراب إذا التفَّت غدائره
يقبِّل الأرض من اجلال ساحبه ... إذا تعثَّر فيه وهو ناشره
ووجنتاه كروض الورد باكره ... طلٌّ فلم يعد أن راقت بشائره
/٢٥٤ ب/ والثَّغر كالدُّرِّ لا بل من ملاحته الدُّرُّ النَّفيس إذا ما عدَّ فاخره