للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٠١]

عبد الرَّحمن بن عثمان بن منصورٍ بن أبي الفوارس الإربلي، أبو زيد:

كانت ولادته في حدود سنة ست وثمانين وخمسمائة، شيخ من أهل إربل، خرج عنها، وأقام بحلب المحروسة، يتعيش في سوق البز، له قريحة في عمل الشعر، وطبع، وكنت أغشى حانوته كثيراً، وينشدني من أشعاره.

ومما أنشدني لنفسه، وكتبها إلى تاج الدين الوزير يوسف بن عبد الله بن علي بن شكر يعاتبه: [من الكامل]

يا سيِّد الوزراء إنَّ قضيَّتي ... قد اشكلت وعليك حلُّ المشكل

أبعدتني وأنا القريب وليس لي ... ذنبٌ يقال فكيف لي لو أنَّ لي؟

لكنَّما عثمان كان مصاحبي ... فرفضته وعدلت عنه إلى علي

وأنشدني لنفسه أيضاً ما كتبه إليه: [من الخفيف]

/٢٥٣ ب/ كم رقاعٍ كتبتها لك نظماً ... ورقاعٍ كتبتها لك نثرا

ودعاءٍ حفظته لك سراً ... ودعاءٍ رفعته لك جهرا

وشكاوى فضحت فيها وأوضحـ ... ـت ولم أحتشم وألمعت عذرا

لم تفدني شيئاً وغالب ظني ... أنَّ مولاي مضمرٌ لي شرَّا

ودليلي الحرمان منك وإحسا ... نك عمَّ البلاد براً وبحرا

وأنشدني لنفسه في صديق كان له، واتفق أنه كان مسجوناً، ومنع الناس عن زيارته: [من الخفيف]

لا ترع إن حجبت عن أعين النَّا ... س فهذا الزَّمان تفنى قطوعه

<<  <  ج: ص:  >  >>