للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سألتني يا أيُّها الرَّفيق ... والصَّاحب المساعد الشَّقيق

عن الذي عاينه عياني ... وكلِّ ما سمعت في زماني

وكلِّ ما شاهدته من العجب ... فيما تقضَّي من زماني وذهب

وما تهيَّا لي من المشاهده ... عند لقا الحروب والمطارده

فاسمع حديثاً يستفزُّ السَّامعا ... يعرفه من شاهد الوقائعا

أقصُّه عليك بالتَّاريخ ... مطرَّد النَّاسخ والمنسوخ

وذاك عند صحبتي طمانا ... وقد وجدت عنده إحسانا

/٢٥٢ ب/ وذاك في العام الذي صحبته ... في جلِّقٍ أوَّل ما خدمته

وكان ذاك العام في البدايه ... تسعاً وستِّين وخمسمايه

والنَّاس يثنون على براعته ... وعظم ما أظهر من شجاعته

ثنوا على ثنائه الخناصرا ... وعطَّروا بشكره المحاضرا

وذكره يلذُّ للمسامع ... ونحوه يشار بالأصابع

وهي طويلة جداً، عدد أبياتها أربعة آلاف وسبعمائة وبيت. وقال لما ختمها هذه الأبيات: [من البسيط]

الحمد لله رِّبي فهو يسَّرني ... لنظم أرجوزةٍ جاءت على قدر

وسمتها بطمانٍ إذ أشار بها ... ثمَّ استمرَّت فكانت سيرة السِّير

وشَّحتها بفنونٍ من حوادثها ... من المواعظ والآداب والعبر

فلو رآها وقد جاءت موافقةٌ ... نظم الجمان مع المرجان والدُّرر

ألفاظها لمعانيها مجانسةٌ ... في الاتَّحاد امتزاج النُّور بالبصر

وكالهيولى الأوالي وهي واحدةٌ ... عند القبول لأنواعٍ من الصُّور

إذاً تحقَّق أن الله أنطقه ... بما يكون قبيل الكون في البشر

/٢٥٣ أ/ والله يهدي القلوب المستنيرة بالإ ... شراق كالشَّمس تهدي النُّور للقمر

فيدركون بنور الحقِّ عن كثبٍ ... بعد الحوادي في مستقبل العصر

<<  <  ج: ص:  >  >>