/٢٥١ ب/ وأنشدني أيضاً لنفسه من أبيات يصف فيها مجلساً في يوم ثلج:
[من الكامل]
وكأنَّ وجه الأرض وجه خريدة ... برزت لنا في حلَّة بيضاء
والنار يحكي لونها ما بيننا ... شمساً للغرب عند مساء
وكأنَّ نرجسنا عيون حاذرٍ ... يسرقنا نظراً من الرُّقباء
وكأنَّما الأترجُّ يحكي لونه ... لون المحبِّ إذا رمي بتناء
ولنا مغنٍّ إن شدا كحمامةٍ ... وإن انثنى كأراكةٍ خضراء
يسقي النَّدامى من كؤوس رضابه ... خمراً تنوب لهم عن الصَّهباء
كم قد أمات العاشقين بهجره ... وأعادهم بالوصل في الأحياء
مع فتيةٍ وقفوا على كسب الثَّنا ... أرواحهم فلهم بذاك ثنائي
غرر الزَّمان وجوههم وأكفُّهم ... تغني العفاة بها عن الأنواء
جادوا وقد ضنَّ الورى بنوالهم ... سمحوا وقد بخل السَّحاب بماء
[٣٠٠]
عبد الرَّحمن بن إبراهيم بن أبي عليِّ بن إبراهيم الحلبيُّ:
كان جندياً في خدمة الأمير حسام الدين /٢٥٢ أ/ طمان بن غازي بن بلمن بن تنجول، من جبل سلور بحلب، رأيت له أرجوزة تاريخية لمدة ستين سنة هجرية، أولها سنة تسع وستين وخمسمائة، وآخرها إلى سنة ثمان وعشرين وستمائة، تدخل في مجلدين، أولها: [من الرجز]
أقول باسم الواحد الحميد ... الصَّمد المهيمن المجيد
أحمده حمداً كثيراً لم يزل ... متَّصلاً بين الغدوِّ والأصل
ثمَّ صلاة الله والسَّلام ... على الذي قام به الإسلام
محمد الهادي إلى الرَّشاد ... قامع أهل الشِّرك والإلحاد