للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحبَّتنا لا حلت عن حفظ عهدكم ... ولا لام فيكم كاشحٌ وعذول

وكم يدَّعي مثلي هواكم تصنُّعاً ... يقول لدى قاضي الهوى وأقول

وأشتاق ريَّا أرضكم فعسى بها ... يبلُّ عليلٌ أو يبلُّ غليل

وأنتم وإن شطَّت بكم غربة النَّوى ... بقلبي لا وادي العقيق نزول

وإن أوحشت منكم ديارٌ أنيسةٌ ... فأنتم إذاً بين الضُّلوع حلول

وأجفان عيني مذ بعدتم قصيرةٌ ... وليلى مذ شطَّ المزار طويل

ولا القلب تهدا مذ هجرتم جفونه ... ولا الصَّبر من بعد الفراق جميل

وأنشدني لنفسه: [من الرمل]

عدِّ عن لومك لي يا من عذل ... حسن صبري مذ نأى الحبُّ رحل

وغدا قلبي في إثرهم ... حاملاً ثقل الهوى فيما حمل

ولكم ناديت في الحيِّ وقد ... فعل الشَّوق بقلبي ما فعل

/٢٥١ أ/ يا لقومي طلَّ في الحبِّ دمي ... بقدود السُّمر لا سمر الأسل

ولحاظ عجبي من سيفها ... لم يفارق جفنه كيف قتل؟

حرَّم الشَّرع الدِّما في حكمه ... فدمي يا ليت شعري كيف حل؟

يا حداة العيس إن سرتم بهم ... فاعدلوا بالظَّعن عن سفح الجبل

وإذا جزتم على كاظمةٍ ... فانشدوا قلبي في تلك الحلل

فبها سرب ظباً آجالها ... راتعاتٌ بعدها يدني الأجل

فيهم بدر جمال ما بدا ... للورى إلاَّ على البدر الخجل

قد تقضَّى العمر فيه بعسى ... وبسوف وبربَّ ولعل

وأنشدني أيضاً لنفسه من قصيدة أولها: [من الكامل]

يا دار جادتك الدُّموع سجام ... وسقاك من سحب الجفون غمام

وحباك خفَّاق النَّسيم مسرَّة ... ورعى أناساً كان فيك أقاموا

عهدي بهم مثل الأهلَّة ما بدوا ... إلاَّ تجلَّى غيهبٌ وظلام

أنأتهم أيدي الفراق فأصبحوا ... بعد النَّوى وكأنَّهم أحلام

واستوطنوا داراً بمنعرج اللِّوى ... منِّى عليها ما حييت سلام

حلّوا بها فتأرجت أكنافها ... طيباً وحالت دونها الأيام

<<  <  ج: ص:  >  >>