للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٩٩]

عبد الرَّحمن بن أبي غانم بن إبراهيم بن سندي بن أبي الحسين بن

منصورٍ، أبو الفضل الخفاجيُّ:

من أهل حلب، هكذا نسب لي نفسه لما سألته عنه، وأنَّ أصله كان من بني خفاجة، من عرب الشام.

روى عن أبي الحسن علي بن الحسن المعروف بشميم الحلي، وحماد بن خليفة، وأبي الحسن الفراء الدمشقي وغيرهم من الشعراء الشاميين.

شاهدته بحلب المحروسة، شيخاً /٢٥٠ أ/ كبيراً، وروى عن جماعة من الذين أدركهم، وأخبرني أنَّه ولد يوم الأربعاء ضاحي نهاره سنة ست وخمسين وخمسمائة، وتوفي في أوائل شهر صفر سنة أربعين وستمائة بحلب، وزعم أنه لم يشتغل بشيء من علم العربية والأدب والإقراء، [ولكنه مع ذلك كان] ينظم الأشعار بصحة ذوقه، وسلامة طبعه، ووجدته إذا أنشد يتحرَّى من اللحن، قلّ أن يلحن.

وكان رجلاً تاجراً، يسافر في البلاد للتجارة من الشام إلى العراق، وديار مصر، وهو ذو طبع حسن في إنشاء الشعر، وخاطر سهل، من المشايخ الظراف، يحكي الحكايات النادرة من حظفه، ويتشيع، ويذهب مذهب الإمامية.

أنشدني من شعره قوله بحلب المحروسة: [من الطويل]

ولمَّا برزنا للوداع وأحدجت ... جمالٌ وزمَّت للترَّحُّل نوق

وبان خليطٌ عن خليطٍ ورجَّعت ... حداة المطايا واستقلَّ فريق

ولم يبق إلاَّ ظاعنٌ أو مشيِّعٌ ... جرى من جفوني في العقيق عقيق

وعدت كأنِّي منتشٍ من مدامةٍ ... وسكران خمر الوجد ليس يفيق

/٢٥٠ ب/ أردِّد طرفي في ربوع ديارهم ... وإنسان عيني بالدُّموع غريق

وأنشدني أيضاً لنفسه: [من الطويل]

أشاقك ربعٌ بالغوير محيل ... عشيَّة زمَّت للقطين حمول

سروا فأذاب القلب حرُّ فراقهم ... فأصبح دمعاً في الخدود يسيل

<<  <  ج: ص:  >  >>