للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى عن المديح فقد جا ... وز حدَّ الثَّنا وحدَّ الصِّفات

عبد الرَّحمن بن أبي الفوارس المخزوميُّ:

خبِّرت أنَّه من عقر الحميدية، من أعمال الموصل، ولم أعرف من حاله شيئًا لأثبته عليه، وقع إليّ من قوله قصيدة طويلة يمدح بها المولى المالك الرحيم، بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام، سلطان المسلمين، شرف الملوك، تاج السلاطين، أبا الفضائل أتابك طغر لتكين بلكا، نصير أمير المؤمنين- أنفذ الله أمره، فما رأيت إيرادها بجملتها لطولها، وتعسف ألفاظها، وركة نظمها، فاقتصرت منها على ما اخترته من أبياتها، فإنني لم أر الإخلال بها، لكونها نظمت في معاليه، ففيها يقول:

يا أيُّها الملك العالي مناقبه ... وصاحب الفضل هاك الفضل فانتقد

واسرح بطرفك في أطراف جنته ... فأنت والله فينا بيضة البلد

أنت الذي هجر الياقوت مفتخرًا ... بأحمد وكذاك البحر ذو المدد

أبو الفضائل بدر الدِّين حاتم هذا ... العصر بل كعبة في البذل والصَّفد

أعطيت حتَّى فضلت البحر موهبةً ... وصلت حتى فضحت الصٍّيد فاقتصد

مآثر لك لا تحصى فضائلها ... عدَّ النُّجوم ومن بيض العطا تسد

والحق بدوحتك الغنَّاء واسم إلى ... العلا واعل إلى ما شئت من أمد

واجلس على تختك الميمون سدَّته ... واقص العدا واعتصب بالتَّاج واستند

واحكم ومر وانه واسلم ما عليك يد ... محسَّد المجد مأمونًا من العند

ولا تخف حدَّ ناب ناب أو ظفرٍ ... فسعد جدك ما ينفكُّ في صعد

واستعبد النَّاس بالإحسان سالمك الـ ... ـزمان فالدَّهر ما يبقي على أحد

فخير ما ادَّخر الإنسان من حصن ... حمد يضوع سناه آخر الأبد

فأنت يا خير من تحذى النِّعال له ... عين الكمال الّتي لم ترم بالرَّمد

<<  <  ج: ص:  >  >>